|


هيا الغامدي
«بيرلو» على خطى زيدان وجوارديولا
2020-08-13
“لن أراهن بسنت واحد على أن أصبح مديرًا فنيًّا، ليست الوظيفة التي أنجذب إليها، هناك الكثير من المخاوف وأسلوب الحياة يشبه إلى حد بعيد حياة اللاعبين، وأنا قد أديت واجبي كلاعب”..
كلمات أندريا بيرلو في كتابه “أنا أفكر إذن أنا ألعب”، عندما كان لاعبًا باليوفي 2013 لكنه أحنث بكلامه وأصبح مديرًا فنيًّا للبيانكونيري في أول تجاربه الفنية والذي يواجه معه أهم تحديين تحقيق المجد الأوروبي العصي منذ 1996م واستمرار الريادة المحلية، فهل ينجح وهو يواجه خصمًا قويًّا، أستاذه في التدريب الشيطان كونتي مع الإنتر الذي ينظر للموسم المقبل كموسم حصاد وهو ليس بالخصم الهين، بيرلو يعلم ماذا يعني تواجد منافس ككونتي بالكالتشو وهو الذي تشرب أفكاره التكتيكية وطريقته التدريبية منذ أن كان لاعبًا، “المدرسة الإيطالية الكلاسيكية باللعب”؟!
بيرلو عندما يتحرك يتحرك كل شيء، لديه إتقان شديد للتعامل مع الكرة ويمتاز بدقة التمريرات ويحرك الكرة لزملائه كما لو كان يلعب الشطرنج.. واليوفي مقبل مع العازف الأنيق لحقبة جديدة ومثيرة بكرة القدم.. بيرلو منتج إيطالي بمواصفات برازيلية وأحد أهم لاعبي الوسط الذين عرفهم تاريخ دوري أبطال أوروبا مع جاتوزو وسيدروف وكاكا... بعض اللاعبين تستطيع قراءة طالعه من تحركاته وفكره، بيرلو واحد من هؤلاء، يحمل كاريزما المدرب البطل، حقق مع بلاده كأس العالم 2006م وحل محل المنحوس ساري الذي كان الخروج من الدور الـ16 من دوري الأبطال القشة التي قصمت ظهره على يد أولمبيك ليون الفرنسي، بيرلو المحظوظ ابتدأ التدريب من الأعلى مع أقوى فريق.. عادة المدربين يتدرجون من الفريق المغمور/ الأصغر للأعلى لكنه على خطى زيدان وجوارديولا بدأ من الفريق “ب” وانتقل بسرعة الصاروخ للأول بعد إقالة المنكوب ساري الذي أتى بعد أليجري، أخفق في السوبر وكأس إيطاليا وتوج بالدوري.
زيدان مع مدريد عمل مع فريق الشباب ثم مساعدًا للمدرب كارلو أنشيلوتي وفاز بـ 3 ألقاب متتالية لدوري الأبطال.. وجوارديولا درب برشلونة بعد فرانك ريكارد وأحدث ثورة في تدريبه وكان علامة بارزة في تاريخ كتالونيا التدريبي.. واليوفي وضع الكرة بملعب بيرلو بالميركاتو.. التخلص من ديبالا والراتب الضخم لكريستيانو الذي ربما هو الثابت الوحيد بسلسلة التغييرات التي ينوي إحداثها بالسيدة العجوز.. فهل ينجح الزعيم الصامت الذي كان يترك المجال لأقدامه بالتحدث نيابة عنه “تدريبيًّا وفكريًّا” بإدارة فريق مزدحم بالنجوم يتقدمهم الدون؟!