- كثيرًا ما يُتّهم الأثرياء، وأصحاب الوجاهة، بأنه يُكتب لهم، وأنهم يشترون قصائد من شعراء آخرين!. وبتبادل بين المال والموهبة يحوز كل طرف ما ينقصه!.
- إنكار مثل هذا الأمر مسألة عبثيّة. احتمالية حدوثه تظل قائمة!. ولكني أتحدّث عن شيء آخر، يجلس “متربِّعًا” في ظل هذه الفوضى من الطمع والعَوَز المتبادَلَيْن، وبسط يد المال على مساحات شاسعة منه!.
- مبدئيًّا، خذها قاعدة: أي شاعر يقرأ قصيدته بصوته، ثمّ يكسر في بيت واحد، فالقصيدة ليست له، والأدقّ: إنه ليس صاحب هذا البيت المكسور، خاصةً حين تكون بقيّة الأبيات موزونة ولا تشتكي خللًا من ناحية الوزن، وخاصةً أكثر، حين يكون مرجع الكسر خطأ في القراءة، وأنّ الكلمة التي ارتبكت وتهشّم الوزن بسببها، سليمة في الأصل، لولا أنه نطقها بطريقة خاطئة!.
- عمومًا، ليس هذا حديثي اليوم.
إنما حديثي عن هذه النظرة، المجحفة، وشبه الانتقاميّة، من الأثرياء، مالًا أو وجاهة، تلك النظرة التي يسهل على أصحابها، إنكار إمكانيّة أن يكون لدى عدد من هؤلاء الأثرياء، موهبة!.
- يقيم أصحاب هذه النظرة حجّتهم على أساس أنّ “المُعاناة” هي المحرّك الأساسي، وربما الوحيد، للموهبة، وهي حجّة لا يمكن إنكار أهميّتها. لكن ما هي “المعاناة”؟! هنا يتم اللبس، والتّدليس الذي في معظم حالاته لا يكون متقصّدًا من قِبَل كثير من النّاس. لكن غياب سوء النيّة لا يكفي لإصدار أحكام مُنصِفَة!.
- لكل إنسان معاناته: “لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ”. هذه مسألة محسومة!. حبّة الرّمل موجودة إذن وكلٌّ ومَحَارَته!. فإن هي وقعت في قلب محارة خصبة، أفرزت على حبّة الرمل، وأحاطتها بما يجعل منها لؤلؤةً في نهاية المطاف!.
- في جلسة خاصة، قديمة، سمعت بدر بن عبدالمحسن يتحدث في هذا الموضوع، وأتذكر إلى اليوم، المثال عظيم الطرافة الذي تناول به الأمر. الزاوية التي رأى البدر منها الحكاية، بديعة وعميقة على بساطتها وطرافتها. كان يقول:..
- طيّب، لو فكّرنا بالأمر، وتخيّلنا شخصًا اجتمعت فيه وله صفات الأصل الكريم والوجاهة والمال والوسامة والشباب والصحة واللطف والأدب والثقافة وخفّة الظل، ثمّ إن هذا الشخص وبهذه الصفات أحبّ فتاةً ولكنها لم تحبّه!، ألا تكون معاناة مثل هذا الإنسان أكبر بكثير من معاناة إنسان آخر يعرف، على الأقل، سبب رفض محبوبته له؟!.
- من منهما يعاني أكثر: مَن لديه سبب يمكن له من خلاله تفهّم الأمر وعذر الطرف الثاني، كما يمكن له أن يعمل لإتمام ما يظنه نقصًا فيه وبالتالي قد يحظى بحب متبادَل، أم مَن لم يعد لديه، تقريبًا، شيء يضيفه إلى حياته وصفاته، ومع ذلك رُفِض وتمّ صدّه؟!.
- ما طرحه البدر مجرّد مثال بسيط لإمكانيّة النظر من زاوية أخرى. ونختم بصوت محمد عبده، صادحًا بكلمات خالد الفيصل، في واحدة من أجمل أغانيه:
يا ليل خبّرني عن أمر المعاناة..
هي من صميم الذات والّا اجنبيّه؟!
هي هاجسٍ يسهر عيوني ولا آبات..
أو خفقةٍ تجمح بقلبي عصيّه؟!
- إنكار مثل هذا الأمر مسألة عبثيّة. احتمالية حدوثه تظل قائمة!. ولكني أتحدّث عن شيء آخر، يجلس “متربِّعًا” في ظل هذه الفوضى من الطمع والعَوَز المتبادَلَيْن، وبسط يد المال على مساحات شاسعة منه!.
- مبدئيًّا، خذها قاعدة: أي شاعر يقرأ قصيدته بصوته، ثمّ يكسر في بيت واحد، فالقصيدة ليست له، والأدقّ: إنه ليس صاحب هذا البيت المكسور، خاصةً حين تكون بقيّة الأبيات موزونة ولا تشتكي خللًا من ناحية الوزن، وخاصةً أكثر، حين يكون مرجع الكسر خطأ في القراءة، وأنّ الكلمة التي ارتبكت وتهشّم الوزن بسببها، سليمة في الأصل، لولا أنه نطقها بطريقة خاطئة!.
- عمومًا، ليس هذا حديثي اليوم.
إنما حديثي عن هذه النظرة، المجحفة، وشبه الانتقاميّة، من الأثرياء، مالًا أو وجاهة، تلك النظرة التي يسهل على أصحابها، إنكار إمكانيّة أن يكون لدى عدد من هؤلاء الأثرياء، موهبة!.
- يقيم أصحاب هذه النظرة حجّتهم على أساس أنّ “المُعاناة” هي المحرّك الأساسي، وربما الوحيد، للموهبة، وهي حجّة لا يمكن إنكار أهميّتها. لكن ما هي “المعاناة”؟! هنا يتم اللبس، والتّدليس الذي في معظم حالاته لا يكون متقصّدًا من قِبَل كثير من النّاس. لكن غياب سوء النيّة لا يكفي لإصدار أحكام مُنصِفَة!.
- لكل إنسان معاناته: “لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ”. هذه مسألة محسومة!. حبّة الرّمل موجودة إذن وكلٌّ ومَحَارَته!. فإن هي وقعت في قلب محارة خصبة، أفرزت على حبّة الرمل، وأحاطتها بما يجعل منها لؤلؤةً في نهاية المطاف!.
- في جلسة خاصة، قديمة، سمعت بدر بن عبدالمحسن يتحدث في هذا الموضوع، وأتذكر إلى اليوم، المثال عظيم الطرافة الذي تناول به الأمر. الزاوية التي رأى البدر منها الحكاية، بديعة وعميقة على بساطتها وطرافتها. كان يقول:..
- طيّب، لو فكّرنا بالأمر، وتخيّلنا شخصًا اجتمعت فيه وله صفات الأصل الكريم والوجاهة والمال والوسامة والشباب والصحة واللطف والأدب والثقافة وخفّة الظل، ثمّ إن هذا الشخص وبهذه الصفات أحبّ فتاةً ولكنها لم تحبّه!، ألا تكون معاناة مثل هذا الإنسان أكبر بكثير من معاناة إنسان آخر يعرف، على الأقل، سبب رفض محبوبته له؟!.
- من منهما يعاني أكثر: مَن لديه سبب يمكن له من خلاله تفهّم الأمر وعذر الطرف الثاني، كما يمكن له أن يعمل لإتمام ما يظنه نقصًا فيه وبالتالي قد يحظى بحب متبادَل، أم مَن لم يعد لديه، تقريبًا، شيء يضيفه إلى حياته وصفاته، ومع ذلك رُفِض وتمّ صدّه؟!.
- ما طرحه البدر مجرّد مثال بسيط لإمكانيّة النظر من زاوية أخرى. ونختم بصوت محمد عبده، صادحًا بكلمات خالد الفيصل، في واحدة من أجمل أغانيه:
يا ليل خبّرني عن أمر المعاناة..
هي من صميم الذات والّا اجنبيّه؟!
هي هاجسٍ يسهر عيوني ولا آبات..
أو خفقةٍ تجمح بقلبي عصيّه؟!