|


رياض المسلم
تاجر الأزمات ومعاهدة الإمارات
2020-08-18
“في الحرب لا يوجد منتصر، وحدهم تجار الأسلحة هم يقفون على دماء الضحايا يعدون النقود”.. بقاء الطلقات في مخازنها تشكل الخسارة الكبرى، وتوقيع معاهدات السلام، تمثل الضربة القاضية.. تلك تجارتهم.. كمن يساوم في بيع لقاح الأوبئة.
ما إن وقّعت دولة الإمارات العربية المتحدة معاهدة سلام مع إسرائيل حتى نصب المنتفعين من القضية الفلسطينية من أبنائها المشانق، فهم لا يبحثون عن سلم قد يقضي على مكاسبهم المادية، ومعيشتهم “الفاخرة” فسيتوقف حينها مصدر تجارتهم.. فهم يرفعون شعار “قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق”.. ورغم أن هذا المثل كتب مجازًا إلا أنهم يطبقونه بالفعل، فلا تهمهم الأعناق التي تتطاير، فما يفكرون فيه اللقمة المغمسة بدماء الحروب والمعارك.
الإمارات وقّعت المعاهدة التاريخية “على عينك يا تاجر”.. فلم تخفها، وتشتم “الإسرائيلي” في الزفة وتبوسه في اللفة.
ترحيب دولي كبير بالمعاهدة بين الدولتين التي تهدف إلى النهوض بالسلام والتنمية الإقليمية، ويحسب لدولة الإمارات خطوتها الجريئة لرسم مسار جديد يوسع الأفق في المنطقة ويزيد من “تحويم” حمام السلام في سماء الشرق الأوسط، بدلًا من رسمه على لوحات بريشة مخادعين ومنتفعين.
لن أزيد في المعاهدة على ما كتبه الصحافي الكبير عبد الرحمن الراشد في مقاله وجاء فيه: “في العالم 193 بلدًا، تشكل المجتمع الدولي في الأمم المتحدة، بينها 163 دولة كلها معترفة بإسرائيل. يكفي أن تقرأ هذه الأرقام لتعرف أن ما حدث ليس قضية خطيرة. وعلاقات الإمارات بإسرائيل جاءت بعد 27 عامًا من اتفاق أوسلو، وبعد 40 عامًا من وصول سعد مرتضى، أول سفير مصري إلى تل أبيب، وبعد 24 عامًا من تعيين أول مسؤول إسرائيلي في قطر، ورفع العلم الإسرائيلي على مبنى الملحقية في الدوحة”.
ويضيف الراشد: “تاريخ العلاقات العربية العبرية الدبلوماسية، والتجارية، والرياضية مزدهر ولم يتوقف قط. وبالتالي، فإن حفلة الهجوم والانتقادات التي شنتها قطر، مع بعض رموز السلطة الفلسطينية، تعكس الخلاف في العلاقات البينية بين الدول العربية، ولا علاقة لها البتة بالخطوة الدبلوماسية مع إسرائيل”.
تاجر “البسطة” المخالف يبيع بضاعة “مضروبة”، ويظهر في حالة المغلوب على أمره ولكن ما إن يشاهد مراقبيّ البلدية حتى يطلق العنان لساقيه فلا يستطيع مواجهتهم، كونه غير نظامي وضار للمجتمع، ولكن تجّار القضية الفلسطينية رغم أن بضاعتهم فاسدة إلا أنهم يملكون الجرأة في مواجهة العدل والسلام ويحاربون لبقاء الوضع على ما هو عليه.. فكل ما يحتاجه العاقل هو وقفة تفكير عميقه ولا يسمع لتحريجهم عن بضاعتهم، وقتها لن يبتاع منهم..