سان جيرمان.. حقق حلم العاصمة وزاحم الأوروبيين

قبل العام 1970 لم تحظ عاصمة الأنوار الفرنسية باريس، بناد كبير يمثلها على صعيد اللعبة الشعبية الأولى، وكان سكانها يحلمون أن يكون لمدينتهم ناد كبير على غرار جارتها الجنوبية مارسيليا، التي تفاخر بناديها السماوي "الفوكايا" وقلعته الشهيرة الـ" فيلودروم" مفخرة المارسيليين، وعلى غرار نظيراتها الأوروبية لندن ومدريد وميلانو وبرشلونة، وهو ما دعى عدداً من رجال الأعمال الفرنسيين إلى الاجتماع من أجل تأسيس ناد يحمل اسم المدينة الشهيرة ويمثلها في المحافل الرياضية والأوروبية الكبرى، وكان تأسيس نادي باريس سان جيرمان ثمرة هذا الاجتماع بعد دمج كل من نادي باريس الذي تأسس في عام 1969 ونادي استاد سان جيرمانوا الذي تأسس في عام 1904.
وبعد تأسيس النادري الباريسي الذي احتاج إلى 4 مواسم للوصول إلى الدوري الفرنسي الممتاز، شق طريقه بعدها نحو المنافسة على الألقاب المحلية حيث تمكن في العام 1982 من التتويج بلقبه الأول عندما فاز على العملاق سانت إيتيان ونجمه الأسطوري ميشيل بلاتيني في نهائي كأس فرنسا ليضيف اللقب الأول إلى خزينة النادي الصغير.
وفي الموسم التالي كرر باريس ذات الإنجاز وحافظ على لقبه في كأس فرنسا على حساب نادي نانت، كما شارك للمرة الأولى في بطولة أوروبا للأندية أبطال الكأس وودع من الدور ربع النهائي أمام واتيرش البلجيكي.
وبعد قرابة الـ15 عاماً من تأسيسه توج باريس بلقبه الأول في الدوري عام 1985، وكان موسماً استثنائياً للنادي الباريسي الذي استطاع التتويح بلقب الدوري دون خسارة، ليضيف اللقب الثالث إلى خزينته في فترة زمنية قصيرة ولكنه احتاج إلى قرابة الـ8 أعوام ليضيف بعدها اللقب الرابع في تاريخه والثالث له في كأس فرنسا في العام 1992، وأتبعه في العام التالي بتحقيق اللقب الثاني له في بطولة الدوري.
في موسم 1995-1996 وبينما كان الباريسيون يحتلفون بمرور 25 عاماً على تأسيس ناديهم الجديد حقق باريس قفزته الكبرى على الصعيد القاري واستطاع التتويج بأول لقب له قارياً حين فاز بلقب كأس الكؤوس الأوروبية على حساب رابييد فيينا النمساوي بهدف وحيد، وكان اللقب القاري الذي أشعل شموع الفرح في العاصمة الفرنسية التي احتفت وسهرت حتى الصباح احتفالا به هو باكورة ومفتاح دخوله بين كبار القارة.
في الموسم التالي كاد باريس أن يتوج بلقبه الثاني في ذات البطولة لكنه اصطدم هذه المرة بالعملاق الكتالوني نادي برشلونة ونجمه البرازيلي الظاهرة رونالدو ليخسر أمامه في المباراة النهائية.
توالت الأعوام على نادي باريس واستطاع تسجيل اسمه وحضوره بين نخبة الأندية محلياً وقاريا رغم حداثة تأسيسه، واستطاع أن يتوج حتى اليوم بأكثر من 30 لقباً أبرزها 9 ألقاب في الدوري الفرنسي متساوياً مع نادي مارسيليا الغريم التقليدي له ومتبعداً بفارق لقب وحيد عن سانت إيتيان.
اليوم يقف الباريسين متفاخرين بناديهم وهو على أعتاب تحقيق المجد الأوروبي عندما يواجه العملاق الألماني بايرن ميونخ، الأحد، في نهائي دوري أبطال أوروبا، ويحلم أبناء العاصمة الفرنسية أن يكون ناديهم ثاني نادي فرنسي يحقق اللقب الأوروبي الكبير ولن يتفاخر أمامهم جيرانهم الجنوبيين بلقبهم الأوروبي الوحيد مرة آخرى وهذا هو يوم السعد والمنى لدى سكان عاصمة الأنوار.