|


بدر السعيد
جينات السومة «عقيد العقد»..
2020-08-23
لا أتذكر أن سبق لي تخصيص مقالي منذ سنوات عن لاعب محلي أو عربي، وإن ذلك الأمر قد حصل فلمرة واحدة أو اثنتين، وهذا لا يعني أنها قاعدة أدبية تقيدني وحتى إن كانت كذلك فعمر السومة يستحق أن أكسر تلك القاعدة من أجله..
بدأت قصة الإعجاب منذ العام 2014 بعد أن انتقل هذا المبدع إلى ملاعبنا.. المبدع الذي لم يأت من أراضي السامبا ولا حقول التانجو ولا سهول أوروبا.. المبدع الذي ولد ونشأ وبدأ ركل الكرة في بلد شحت فيه المواهب الكروية.. المبدع الذي وجدت فيه تركيبته الخاصة التي لم يرثها.. ولد بجينات ومواصفات بدنية وذهنية لها تصنيفها الخاص بعمر فهي “جينات السومة”..
الحديث هنا ليس عن البراعة، فهناك مبدعون تفوقوا على “السومة” مهارياً.. وليس عن التهديف، فهناك من تجاوزوه في الحصول على لقب الهداف.. وليس عن الحسم فقد سبقه وعاصره كثيرون في القدرة على الحسم.. الحديث هنا عن الجمع بين جميع ما سبق وفي إطار خلقي اجتمعت فيه خصال شخصية رفيعة الجودة والمستوى.. الحديث هنا عن الاستمرارية.. عن الثبات.. عن المزيج العجيب في مكونات “السومة” فناً وخلقاً ونضجاً وتفانيًا..
الحديث هنا عن الوريث الشرعي لأدبيات وقيم نادي الفتوة السوري، وهو النادي الذي نشأ فيه عمر في صغره.. النادي الذي وضع تحت شعاره ثلاث مفردات تعبر عنه وهي “فن.. أخلاق.. قوة”، وكأنها المفردات التي تصف ابنهم الذي جمع كل تلك القيم في شخص واحد هو “عمر السومة”..
لا تلوموا عشاق الأهلي في حبه.. لا تلوموا غيرهم في الإعجاب بموهبته.. ولا تلوموا الآخرين في التغني بأوصافه قبل أهدافه فالسومة “حالة خاصة” تستدعي التوقف طويلاً والإمعان في تجاربه ومواقفه وأدواره البطولية داخل وخارج الملعب.. لا تلوموا عشاقه في كل ما قالوا، بل استمتعوا بذلك وصفقوا معهم..
أخيراً أود القول إن هذه المقالة لم تكن المرة الأولى التي أعبر فيها عن إعجابي بذلك “العقيد”، فقد سبق لي أن غردت بعشرات التغريدات حباً وإعجاباً واعترافاً بقيمة هذا العملاق وجمال حضوره، لكني في كل مرة لا أجد أني وصلت إلى المفردة أو النص الذي يمكنه أن يصف عمر.. فإذا كان لحارات السوريين “عقيد” فإن لدورينا “عقيدًا” فرض شخصيته لست سنوات ولا يزال، لذا فإنه “عقيد العقد” في الملاعب السعودية..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..