|


منصور ناصر الصويان
مشكلات الكرة السعودية «1» عدم الاستقرار
2020-08-24
مرت الكرة السعودية بالعديد من التقلبات بين الصعود والهبوط دون وجود رؤية واضحة شاملة وطويلة الأمد، هناك بعض المحاولات للتطوير التي تغلفها غالبًا الاجتهادات الشخصية أو الاعتماد على ردود أفعال لأحداث ونتائج سابقة.
كما أن هناك الكثير من المعوقات والمشكلات التي تواجه هذه العملية والتي يجب علاجها بالتزامن مع إعداد خطة ناجحة لتطوير كرة القدم السعودية، وسوف أستعرض بدءًا من هذا المقال بعض هذه المشكلات أو الصعوبات والتي من وجهة نظري أنها لم تجد المساحة الكافية من الطرح أو الدراسة، ومن خلال بعض المؤشرات والمشاهدات والدراسات، وإن كانت شحيحة أو نادرة فسأحاول وضعها تحت المجهر لعلها تجد الاهتمام المناسب والحل الحاسم للقضاء على تلك المعوقات.
إحدى تلك المشكلات هو عدم الاستقرار، ونعني عدم الاستقرار في من يدير العمل الفني في الأندية السعودية والمنتخبات، وهذا يندرج على جميع مستويات الأندية وفئاتها المختلفة والذي بدوره ينعكس مباشرة على المنتخب والمنتخبات بكافة الفئات، فقد أصبحت ثقافة تغيير المدربين هي السمة السائحة في إدارة الجوانب الفنية في الأندية المحلية باختلاف شرائحها، وهذا الأمر بات يشكل ما يشبه الظاهرة أو الصفة المميزة لكرة القدم السعودية.
إن استقرار عمل المدرب في النادي ولفترات طويلة يخلق بيئة عمل متجانسة صالحة لتطبيق الخطط والاستراتيجيات بشكل سليم مع القدرة على المتابعة والتقييم، وبالتالي ينعكس إيجابًا على التطوير الشامل للعمل. إن متوسط استمرار بقاء المدرب في الأندية السعودية على رأس الجهاز الفني لا يزيد عن عامين، وفي أندية قليلة جدًا لا تزيد نسبها عن 4 في المئة، وبشكل عام فإن استمرار المدربين في أندية دوري الدرجة الأولى للمحترفين ودوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين تصل من موسم إلى موسمين عند الحد الأقصى، وهذا لا يعطي الاستقرار اللازم لتحقيق الأهداف طويلة المدى ونجاح الخطط الموسمية للمدربين. وتشير الإحصاءات المتوافرة إلى أن 4 في المئة من الأندية فقط تستقر مع مدربيها لمدة عامين، في حين أن 17 في المئة من الأندية تحتفظ بمدربيها لمدة عام كامل تقريبًا، ومن 6 أشهر حتى عام واحد هناك 26 في المئة من الأندية تمنح مدربيها الفرصة، وأخيرًا 52 في المئة من الأندية لا تمنح المدربين فرصة العمل لأكثر من 6 أشهر.
أهم الأسباب التي خلّفت مثل هذه الحالة أو الظاهرة هي عدم وجود المؤهلين إداريًا من ذوي التخصص واستعجال النتائج والمخرجات وكذلك عدم وجود رؤية واضحة للنادي، وضعف التدابير القانونية في التعاقد، وضعف الوعي الرياضي، وأخيرًا التدخل في عمل المدربين.