|


هيا الغامدي
ميسي وبرشلونة «الطلاق عاطفي»!
2020-08-30
إقليم كاتالونيا أكثر الأقاليم قربًا والتصاقًا بأمريكا الجنوبية، وبرشلونة قدّم للكرة الأوروبية نجومًا لاتينية، الأسطورة مارادونا بداية الغيث، ونجوم كبار كروماريو ورونالدو وريفالدو ورونالدينيو وميسي وسواريز.
وميسي، ابن روساريو الأرجنتينية، ولد ليكون “برشلونيًا” جيناته الكروية كاتالونية، هكذا اعتقدنا بعد أن أمضى 20 موسمًا هناك كان الروح والجسد والقائد وكل شيء، كنت أظن وليس كل الظن إثمًا بأن البرغوث سيكمل باقي سنينه في كاتالونيا للاعتزال، وبدء مشوار جديد مدربًا كصديقه بيب أو كزيدان وبيرلو!
لكن النهاية التي يتفادى البعض حتى التفكير فيها قدر محتوم يحضر فجأة، ونهاية العلاقة القوية بين ميسي وبرشلونة لم تكن وليدة اليوم، كانت تحضر وتختفي نيةً بعد نية، لكن الانفصال على وشك والنفس طابت “عافت”! يقول: “إننا لا نعطي المشجعين شيئًا”! فإحساس عدم جدوى البقاء قاتل يدمر كل شيء، لذا فإن الانسحاب “طيّب” لنجم بحجم وأهمية وقيمة ميسي، بدلًا من أن يتحول لنجم مكروه منبوذ غير مرحب به من الجمهور الكاتالوني الذي كان يفضّل اعتزاله على انتقاله لنادٍ آخر!
ميسي موهبة كرة القدم الاستثنائية مطلوب ومرغوب من أكثر من نادٍ في أكثر من دوري وهو بعمر 33 عامًا، كثير من الأندية “طالبة القرب” أولها فريق صديقه جوارديولا “المان سيتي” وفريق صديقيه دي ماريا ونيمار “PSG” وفريق منافسه في السيطرة على قلوب البشر رونالدو “يوفنتوس” والإنتر! ولك أن تتخيل فريق أحلام بيرلو الذي يمكن أن يحوي ميسي ورونالدو والبقية كيف سيواجه الخصوم؟!
برشلونة لا يريد التخلي عن ميسي لكن ميسي يريد، ميسي قيمة كبيرة للبلوجرانا وللدوري الإسباني ككل، وبرشلونة بوجوده أو بعدمه سيعاني ويعاني، فوجوده دون رغبة في البقاء وشعور بالفعالية والإنتاجية مع جوقة الخلافات وفشل تلو الفشل يوازي رحيله وتركه فراغًا كبيرًا في النادي الذي تعود عليه كما لو كان كاتالونيًا!
يقال بأن اللاعب يموت مرتين، مرة إذا اعتزل، ومرة عندما يرحل عن الدنيا، لكن هناك موت صامت أكثر ألمًا من غيره، ألا وهو خروجك من المكان الذي ألفته وأحببته وعشت فيه أعوامًا من النجاح والإنجاز والبطولات وتحقيق الأحلام مجبرًا لا بطلًا! يقال بأن ميسي يهدد ولا يفعل لكن هذه المرة غير وهو يرى الفشل يمضي أمامه دون قدرة على تغيير شيء، والمشكلات مع مسؤولي النادي ورحيل أصدقائه تدفعه للرحيل!
كيف ستكون نهاية البرغوث الأرجنتيني.. وعلى أي هيئة سيعلّق حذاءه؟!