ـ العِلْم يتقدّم. صحيح أن جائحة كورونا أكّدتْ ضعف الإنسان أمام مشيئة الله، غير أنّ مشيئة الله الأشمل، أن الإنسان “خليفة” في الأرض. لن يخرق الأرض ولن يبلغ الجبال طولا، لكنه يتعلّم ويتقدّم، ويُغيّر ويُبدّل ويُطوّر، ويحكم الأرض، كأنه يملك زمام أمرها كله: “ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ”.
- يتحدث العلماء اليوم عن إمكانيّة زرع شريحة صغيرة في الإنسان، من شأنها ربط الدّماغ بالكمبيوتر، لمساعدة الإنسان في التعافي من بعض الأمراض، مثل “الزهايمر”، وأمراض أُخرى، غير أن حكاية “الزهايمر”، وكل ما يخصّ الذاكرة، يشدّني، ويحرّضني على التأمّل أكثر!.
- بعث لي الصديق العزيز، الكاتب والباحث سعد محارب المحارب برابط حول آخر مستجدّات هذه الشريحة، وبعيدًا عن ثقتنا التي هي بين قوسين “غير مؤكّدة بعد” حول ما نُشر، إلا أنّ ثقتي، كما أظن ثقة صاحبي، كبيرة بقدرات وإمكانيّات التجارب العلمية في الوصول لأبعد مما نتصوّر، اليوم أو غدًا أو بعد مئة سنة!.
- ولأن سعد المحارب باحث بالفطرة، ثم بالعلم والدراسة، وكذلك بطبيعة إنتاجه حيث كتبه المنشورة تعتمد الاستقصاء منهجًا، أكمل معروفه وزوّدني بملاحظات خاطفة يمكن معها تصور تسلسل تاريخي للمحاولة!. الأمر الذي يؤكّد أن العِلْم جادّ فعلًا في هذه الحكاية، وأنّ المسألة تعدّت الحُلُم وصارت أرقى من أن تكون عبثيّة أو مجرّد تهويم!.
- كل ما أخافه أن ينقلب السحر على الساحر، وهذا ما حدث كثيرًا في دنيا العلوم والتجارب البشريّة، وما ديناميت نوبل ولا أبحاث آينشتاين في النّواة سوى أمثلة!.
- أفكّر مرعوبًا، وصاحبي يمدّني بقلقٍ مماثل، في النتائج الخطيرة التي يمكن لها أنْ تُوجَد وأنْ تتكاثر وتزيد من طغيانها، فيما لو نجحت الفكرة، وصارتْ واقعًا!.
- هل قلتُ واقعًا؟! هذا أول ما يمكن الانقلاب عليه!. ربما لن يكون هناك “واقع” أصلًا!. الافتراضي هو ما يسود ويسيطر!.
- أن ينجح طبيب بزرع ذاكرة لي كإنسان، هذا يعني إمكانيّة أن يزرع الذاكرة التي يشاء!. عندها سأتذكّر أناسًا لم أكن أعرفهم في الحقيقة!، ومقولاتٍ وقِيَمًا وقناعاتٍ، ليست لي، وسأكون شخصًا آخر، يُفترض أنه أنا، لكنه ليس أنا!.
- فيلم عربي قديم، بالأبيض والأسود، صار بعد مدّة قصيرة من عرضه مثار سخريّة وتندّر. كانت تجارب زراعة قلب لإنسان من إنسان آخر في بداياتها. راح خيال كاتب قصة الفيلم يرسم حكاية رجل يُزرع له قلب رجل آخر، وما إن يستفيق حتى يجد قلبه نابضًا بحب صادق لامرأة لم يكن يعرفها من قبل!.
يبدو أن ضحكي وتندّري على مثل هذا الخيال يرتدّ عليّ بكاءً، أو ما يشبه البكاء، على مصير إنسان مُشابه!.
- فيلم عربي آخر، يقترب من الحكاية، لكن بمنطق أكثر عقلانيّة، وبحس إنساني عظيم الدّفق: “رسائل البحر”، تحفة أدبية وفنيّة للمبدع داود عبد السيّد، وفي حكايته يهرب “قابيل” من المستشفى، مُفضّلًا الموت “المحتوم طبيًّا” على إجراء عمليّة تُمكّنه من العيش مُقابِل محو تام لذاكرته!. يفضّل ذاكرته رغم أن فيها ما يُوجعه ويريد نسيانه حيث سبق له أن قتل شخصًا آخر!.
حوار المشهد:
“يحيى”: “قابيل.. لو ماعملتش العمليّة ح تموت يا قابيل”!.
“قابيل”: “لو عملت العمليّة، لو شفتك مش ح اعرفك!. مش ح اعرف حد!. يعني مش ح ابقآ أنا!. ح يبقى واحد تاني اتولد من جديد، بس مش أنا!. قابيل اللي عارفينه انا وانت يا ح يموت، حتى لو عاش بعد العمليّة برضو.. ح يموت!. ح يبقى حدّ تاني بنفس الشكل ونفس الجسم، بس من غير ذكريات!، ويا ريت على كده وبس!، أنا ممكن أموّت حدّ تاني!”.
- بالمناسبة، وقبل أن أنسى!، وبما أن الكلام يجرّ بعضه: في أفلام داود عبد السيّد، خاصة التي هي من تأليفه، لأسماء الشخصيّات دلالات لا يُمكن إغفالها، شأنه في ذلك شأن نجيب محفوظ!.
- يتحدث العلماء اليوم عن إمكانيّة زرع شريحة صغيرة في الإنسان، من شأنها ربط الدّماغ بالكمبيوتر، لمساعدة الإنسان في التعافي من بعض الأمراض، مثل “الزهايمر”، وأمراض أُخرى، غير أن حكاية “الزهايمر”، وكل ما يخصّ الذاكرة، يشدّني، ويحرّضني على التأمّل أكثر!.
- بعث لي الصديق العزيز، الكاتب والباحث سعد محارب المحارب برابط حول آخر مستجدّات هذه الشريحة، وبعيدًا عن ثقتنا التي هي بين قوسين “غير مؤكّدة بعد” حول ما نُشر، إلا أنّ ثقتي، كما أظن ثقة صاحبي، كبيرة بقدرات وإمكانيّات التجارب العلمية في الوصول لأبعد مما نتصوّر، اليوم أو غدًا أو بعد مئة سنة!.
- ولأن سعد المحارب باحث بالفطرة، ثم بالعلم والدراسة، وكذلك بطبيعة إنتاجه حيث كتبه المنشورة تعتمد الاستقصاء منهجًا، أكمل معروفه وزوّدني بملاحظات خاطفة يمكن معها تصور تسلسل تاريخي للمحاولة!. الأمر الذي يؤكّد أن العِلْم جادّ فعلًا في هذه الحكاية، وأنّ المسألة تعدّت الحُلُم وصارت أرقى من أن تكون عبثيّة أو مجرّد تهويم!.
- كل ما أخافه أن ينقلب السحر على الساحر، وهذا ما حدث كثيرًا في دنيا العلوم والتجارب البشريّة، وما ديناميت نوبل ولا أبحاث آينشتاين في النّواة سوى أمثلة!.
- أفكّر مرعوبًا، وصاحبي يمدّني بقلقٍ مماثل، في النتائج الخطيرة التي يمكن لها أنْ تُوجَد وأنْ تتكاثر وتزيد من طغيانها، فيما لو نجحت الفكرة، وصارتْ واقعًا!.
- هل قلتُ واقعًا؟! هذا أول ما يمكن الانقلاب عليه!. ربما لن يكون هناك “واقع” أصلًا!. الافتراضي هو ما يسود ويسيطر!.
- أن ينجح طبيب بزرع ذاكرة لي كإنسان، هذا يعني إمكانيّة أن يزرع الذاكرة التي يشاء!. عندها سأتذكّر أناسًا لم أكن أعرفهم في الحقيقة!، ومقولاتٍ وقِيَمًا وقناعاتٍ، ليست لي، وسأكون شخصًا آخر، يُفترض أنه أنا، لكنه ليس أنا!.
- فيلم عربي قديم، بالأبيض والأسود، صار بعد مدّة قصيرة من عرضه مثار سخريّة وتندّر. كانت تجارب زراعة قلب لإنسان من إنسان آخر في بداياتها. راح خيال كاتب قصة الفيلم يرسم حكاية رجل يُزرع له قلب رجل آخر، وما إن يستفيق حتى يجد قلبه نابضًا بحب صادق لامرأة لم يكن يعرفها من قبل!.
يبدو أن ضحكي وتندّري على مثل هذا الخيال يرتدّ عليّ بكاءً، أو ما يشبه البكاء، على مصير إنسان مُشابه!.
- فيلم عربي آخر، يقترب من الحكاية، لكن بمنطق أكثر عقلانيّة، وبحس إنساني عظيم الدّفق: “رسائل البحر”، تحفة أدبية وفنيّة للمبدع داود عبد السيّد، وفي حكايته يهرب “قابيل” من المستشفى، مُفضّلًا الموت “المحتوم طبيًّا” على إجراء عمليّة تُمكّنه من العيش مُقابِل محو تام لذاكرته!. يفضّل ذاكرته رغم أن فيها ما يُوجعه ويريد نسيانه حيث سبق له أن قتل شخصًا آخر!.
حوار المشهد:
“يحيى”: “قابيل.. لو ماعملتش العمليّة ح تموت يا قابيل”!.
“قابيل”: “لو عملت العمليّة، لو شفتك مش ح اعرفك!. مش ح اعرف حد!. يعني مش ح ابقآ أنا!. ح يبقى واحد تاني اتولد من جديد، بس مش أنا!. قابيل اللي عارفينه انا وانت يا ح يموت، حتى لو عاش بعد العمليّة برضو.. ح يموت!. ح يبقى حدّ تاني بنفس الشكل ونفس الجسم، بس من غير ذكريات!، ويا ريت على كده وبس!، أنا ممكن أموّت حدّ تاني!”.
- بالمناسبة، وقبل أن أنسى!، وبما أن الكلام يجرّ بعضه: في أفلام داود عبد السيّد، خاصة التي هي من تأليفه، لأسماء الشخصيّات دلالات لا يُمكن إغفالها، شأنه في ذلك شأن نجيب محفوظ!.