|


حسن عبد القادر
عذرا يا أهلاويون لست منهم
2020-09-03
لا يزال بعضهم يخلط بين أن تكون مشجعًا أو إعلاميًّا، ولا يريد أن يفرق بين الاثنين ويريدك أن تكون إعلاميًّا بثوب مشجع، بحيث تكشف عن خبايا كل الأندية وتنتقدها وتجلس لهم على “الحبة”، ولكن مع ناديك يجب أن تغمض عينيك وتصم أذنيك وتتحول إلى أصم أبكم أعمى. بمعنى أنه يريد أن يفصل مهمتك ودورك حسب مزاجه ورغبته.
هذه النوعية من الإعلاميين موجودة ولها سوق رائج في القروبات ويتفاخرون بذلك، وللأسف هم المرحب بهم وهم من يبحث عنهم المشجع ويحتفي بهم، ولكن بالنسبة لي أنا لست منهم ولا أحب أن أكون مشجعًا بثياب إعلامي.
أحب دائمًا أن أنتصر لمهنتي، لاسمي، لمصداقيتي، وأعرف أن هناك ضريبة يجب أن أدفعها مقابل أن أكون صادقًا وصريحًا، ولكن لا يهم طالما أنا مقتنع أن ما أقوم به هو الصح.
سنوات طويلة وأنا أعمل تحت الصراعات اعتدت عليها لم أعد أخشاها أو أتحاشى ردة فعلها، لأني أعرف أن أغلب ردود الفعل عاطفية تبنى على عبارة عتب “ليتها ما جات منك”، لأنهم يعرفون أن معلومتك التي ذكرتها صحيحة ولكن عتبهم “ليه تقولها”.
أتقبل وجهة نطر المشجعين وعتبهم وأتفهم أن نظرتهم وقراءتهم للمشهد عاطفية ولا تخرج عن هذا الإطار، ولهذا لا أناقشهم في عواطفهم، لأنك ستخسر الوقت ولن تصل إلى حل.
الساحة الإعلامية للأسف وبشكل كبير جدًّا أصبح يقودها الإعلامي المشجع وأصبحت هذه النوعية هي المطلوبة، لأن المسألة تعتمد على عدد المشاهدات أو “الرتويت” للمقطع دون أدنى أهمية لمصداقيته أو مهنيته، بل الأصعب أن المعادلة تحولت، فبدلًا من أن يقود الإعلام الجماهير ويحدد وجهتهم، أصبحت الجماهير هي التي تقود الإعلاميين وتحدد طريقة تعاطيهم مع الأحداث، وبعضهم يتفاخر بهذا ويكتب أنني المدافع الأول عن الكيان. طيب ومهنتك، مصداقيتك من يدافع عنها؟!
ولهذا فأنا خارج سباق المشجع الإعلامي ولن أكون صوتًا لأحد ولا متحدثًا عن أحد، سأقول الرأي الذي يقنعني ويرضيني وسأبحث عن الحقيقة وإن لم تعجب بعضهم، وسأتعامل مع الإعلام كمهنة. ولكن كل هذا لا يمنع بأن أعلن ميولي وتعاطفي وحبي للأهلي، ومن أبجديات الحب أن تكون صادقًا مع محبوبك وليس مداهنًا، فإن أرادوني كذلك فأنا معهم وإن لم يريدوا فقائمة المداهنين طويلة جدًّا، ولكن لن يجدوا اسمي بينهم.