|


أحمد الحامد⁩
الإعلانات ومشترياتنا
2020-09-04
هل نحن من نسيطر على أموالنا الشخصية وندير شؤوننا المالية بكامل قناعاتنا وحسب احتياجاتنا، أم أن هناك من يقود ذلك عن بعد وبتأثير لا نشعر به؟ عالم الدعايات التجارية عالم مليء بالدراسات التي أجريت لفهم النقاط التي تؤثر على عقل المشاهد لكي يتم إقناعه بالمنتج، لذلك وفي بعض الإعلانات يكاد المنتج لا يظهر إلا ثواني قليلة بينما بقية الإعلان يظهر الوسائل المؤثرة على المشاهد.
لاحظوا أن كل الشركات تستخدم الجميلات والوسيمين في دعاياتهم، هي محاولة منهم لإضفاء تأثير آخر على المشاهد، حتى إن بعض هذه الشركات أظهرت لقطات ذات حركات جسدية لا علاقة لها بالمنتج المعروض نهائياً، محاولين مخاطبة الغريزة.
تشير عدة مصادر إلى أن أول دعاية تلفزيونية في العالم تم بثها في الولايات المتحدة الأمريكية في الأول من يوليو من العام 1941 على قناة WNBT التابعة لشبكة NBC، أما الدعاية فكانت عن ساعة من ماركة Bulova، تكلفة الدعاية كانت تسعة دولارات منها أربعة دولارات تكلفة شحن الساعة من الشركة إلى مقر القناة التي أخذت 5 دولارات مقابل بث الإعلان، ورغم قصر مدة الإعلان إلا أنه كان البداية لصناعة تدار بها مئات المليارات من الدولارات.
بسبب قوة تأثير الدعايات علينا أنفقت الشركات في العالم 2018 ما تجاوز 500 مليار دولار، الشركات الأمريكية أنفقت 223 من هذا المبلغ، جاءت الصين بعدها بأقل من النصف، أما أكبر الشركات المعلنة فكانت شركة السيارات فولكس واجن vollkswagen، وشركة أدوات التجميل loreal وشركة يونيليفر، حصلت وسائل الإعلام الرقمي على النصيب الأكبر من هذه الإعلانات بنحو 333.25 مليار دولار، وهذا يشير بوضوح إلى التفوق الحاصل للإعلام الرقمي على الإعلام القديم مثل التلفزيون والصحف والمجلات التي يتوقع أن ينخفض إيرادها الإعلاني في السنوات القادمة، وهذا ما لم تنتبه إليه بعض الصحف الورقية مبكراً وبقيت تكابر على مزاج القارئ، معتقدة بأنه لن يتغير ويتحول إلى القراءة الإلكترونية، إلى أن واجهت الواقع الذي وجدت نفسها خارجه باستثناء بعض الصحف التي تكيفت برشاقة، لكن هذا الأمر لا ينطبق حسب ما ذكر على الإعلام المسموع كالإذاعات التي يتوقع أن تحقق نموًّا قليلاً، مع وجود الهاتف المحمول كمحور أساسي في يومياتنا، فمن المتوقع أن تنمو الإعلانات عبر الهاتف بشكل كبير، وهذا ما سيتيح لك العديد من الخيارات لمختلف البضائع التي قد تشتري منها ما لست بحاجة إليه.