|


أحمد الحامد⁩
كريم العراقي.. هلا بك هلا
2020-09-05
يرقد الشاعر كريم العراقي على سرير المستشفى، دون أن تعلم الممرضة التي تعطيه الدواء عند مواقيت محددة بأن هذا الرجل قد ردد العشاق العرب كلماته وكُتبت أشعاره في رسائلهم العاطفية، وأنه منذ 40 عاماً عرف أن لا شيء يعادل الوطن..
فكتب له جنة جنة حبك يا وطنا، وأن لا وفاء يشبه وفاء الأم، فكتب لسعدون جابر أغنيته الشهيرة أمي يا أم الوفا، ورغم كتابته المبكرة عن الأم الوطن.. إلا أن المنافي أخذته بعيداً عنهما لتتفجر إبداعاته الخليطة بالحب والحنين وآثار الزمن..
دقيت باب الجار
كل ظنتي بابي
ذاكرتي صارت عدم
من فرقة أحبابي
في كل المناسبات التي التقيته بها لم ينس كريم أن يكون شخصاً على قدر قصائده وما تحملها من معان أخلاقية رفيعة المستوى، خجول رغم شجاعته، متواضع رغم ثقافته، لذلك أنا وكل من يعرفه يدرك تماماً أن كريم يشبه قصائده، وقصائدة تشبهه، تنقل للعيش في عدة دول شأنه شأن الملايين من العراقيين الذين كان بلدهم في يوم ما بلد يهاجر الناس إليه لوفرة مياهه وخصوبة أراضيه وتقدم مدارسه وجامعاته، إلى بلد يفر منه أبناؤه بسبب المتاهة الدموية المظلمة التي دخلها البلد منذ عشرات السنين، ومازال يعاني منها إلى غاية يومنا هذا.
ورغم أن نجومية كريم العربية انطلقت مع انطلاقة كاظم الساهر عربياً، حيث شكلا ثنائياً أثمر عن 70 أغنية، إلا أن نجومية كريم كشاعر غنائي ومسرحي سبقت كاظم الساهر محلياً، فكريم كان شاعراً معروفاً في العراق رغم صغر سنه، في الوقت الذي لم يكن كاظم قد غنى أغنيته الشهيرة “عبرت الشط” التي عرّفت الجمهور الخليجي به.
كتب كريم لنجوم الأغنية العراقية وهو في العشرينيات من عمره وغنى من كلماته آنذاك صلاح عبد الغفور وفؤاد سالم وسيتا هاكوبيان ورضا الخياط وحسين نعمة وآخرون، ثم بعد شهرته العربية غنى له العشرات من نجوم الأغنية العرب، كتب القصيدة الفصحى بلغة الكبار، لحن له بليغ حمدي أربع قصائد غناها سعدون جابر الذي غنى من كلماته أيضاً أغنيته الشهيرة التي نأمل أن نرددها عندما يخرج كريم من المستشفى سالماً معافى بإذن الله.. هلا بك هلا.. وبجيّتك هلا .