|


فهد عافت
رِفْق!
2020-09-12
- ليس في كل حين، تكون موافقتك لكلام محدّثك من جالبات السّرور إليه!.
- مع من تُحب، وخاصّةً في حالات إعلانه ضعفه أو عجزه، يَحسُن بك عدم موافقته على رأيه حتى لو كان رأيه صوابًا أو أقرب إلى الصّواب!.
- حين يقول لك أحد أبويك إنه أصبح عاجزًا مثلًا، فإنه ليس من الأدب، ولا من الرّحمة، التّأكيد على صحّة ما يقول!. وكذلك الأمر بالنّسبة للمريض ساعة زيارته!. وكذلك الأمر بالنسبة للفقير ساعة مساعدته، والضعيف ساعة نُصرته!.
- سطر من رواية “سعادة الأسرة” لتولستوي، على لسان “ماشا”: “وخَيَّم الصمتُ ثانيةً، وأحسست بقلقٍ يساورني، ولعِلْمي أنني جرحت شعورَه بموافقتي إيّاه على أنه عجوز، أحببتُ أن أُسرّي عنه، ولكن لم أدرِ السّبيلَ إلى ذلك”؟!.
- أنتَ لا تكذب حين تقوم بمثل هذا الاعتراض، وبمثل عدم هذه الموافقة!. نعم، هناك حالات لا نكون فيها مع الحقيقة، ومع ذلك لا يُمكن أن نُعَدّ في خانة الكذّابين!.
- وحتّى لو..!.
كاذب رحيم ولا صادق لئيم!.
- احسبها بقلبك، وضميرك، قبل عقلك!. أنتَ تكذب فيما لو كان اصطفافك مع الحقيقة يُمكنه أن يغيّر من الأمر شيئًا!. أو متى كان وقوفك إلى جانب الحقيقة يُمكنه أن يغبن مظلومًا وينسف عدلًا!.
- هل لو قلتَ لشيخٍ كَبُر في السّن، أو عجوز بالكاد تتحرّك، إنهما، بَلَغَا من العُمر عِتِيًّا، يمكن لقولك هذا أن يعيد إليهما الشباب والصّحّة؟!، لا بالتأكيد!. هل يضرّك أو يضرّهما أو يضرّ أي طرف آخر في شيء، فيما لو شَدَدْتَ من أزرهما، وقوّيْتَ من عزائمها، وأنكرت عليهما الوثوق بمثل هذا الأمر؟! لا!.
ما دام الأمر كذلك، دعك من هذه الحقيقة ومثيلاتها!.
- وحاذر، ممّن يتبجّح أمامك منتفخًا بقوله: “أنا أقول للأعْوَر أنتَ أعْور في عينه”!. الملافظ سَعْد!.
- لا تُرافق من لا يَرْفِق!.
أجِّل صحبته ورفقته إلى أن يتربّى من جديد، ويتعلّم من جديد، الفرق بين الشجاعة وبين قِلّة المروءة والحياء والأدب!.