|


سعد المهدي
هدايا الهلال لمدينته
2020-09-12
الهلال أحدث أندية العاصمة، سبقه في التأسيس الشباب والأهلي “الرياض” والنصر، لكنه سبقهم في جلب البطولات، أهدى سكانها أول بطولة لكأس الملك 61م، وأول كأس ولي العهد 64م، وأول درع الدوري الممتاز 77م، وأول كأس مجلس التعاون الخليجي 86م، وأول كأس دوري أبطال آسيا 91م، وأول كأس الكؤوس العربية 2000م، وأول كأس الكؤوس الآسيوية 97م، وأول كأس السوبر الآسيوي 97م، وأول كأس السوبر السعودي المصري 2001م.
تلك ليست كل بطولاته، لكن أولوياته على أندية العاصمة، اختفى أهلي الرياض بعد تغيير اسمه إلى اليمامة ثم الرياض، وكان أضعف سجلات أنديتها ببطولتين محليتين، لكن بقي السجل ضخمًا وفخمًا ببطولات النصر والشباب والهلال، رغم أن البداية المبكرة لكرة القدم وبطولاتها بين مدينتي مكة المكرمة وجدة، حيث أحرز نادي الوحدة أول كؤوس الملك 57م، أعقبه الاتحاد ثم الهلال من الرياض 61م، فالأهلي من جدة 62م أكثر الأندية تحقيقًا للقبها، ثم الاتفاق من الدمام 66م إلى نهاية سجل الكأس، الذي يحمل لقبها التعاون من بريدة.
عاطفيًّا يمكن لكل مشجع نادٍ أن يضعه في المرتبة التي يتمناها، ويمنحه الألقاب التي يرغبها ويقول فيه ما لم يقله مجانين العشاق في معشوقيهم، ولولا هذا الحق لما جاز أن نشجع من نريد بعيدًا عما يكون وما له وعليه، إلا أن هذا لا يمنع أن نستحضر دائمًا الحقائق، دون أن يكون القصد منها التقليل من أحد، لكن أيضًا من أجل سد الطريق على تضليل كل أحد، فقد راج الاعتقاد بأنه يمكن للصوت العالي والمجادلة وخلط المواضيع أن تغير الحقائق التاريخية، أو تصبح مثل الحديث عن خطأ تحكيمي أو قرار لجنة يقبل الأخذ والرد، وهذا ما يجب عدم قبوله أو السكوت عليه.
إعلاميًّا قد تبالغ في توصيف إنجاز ما، أو تستطيع تمييعه وتفويته، لكن في كلا الحالين لن تصبح البطولة الواحدة اثنتين، ولا أي إنجازخارق لا يمكن تكراره، كذلك فإنك لن تجعل أنصار النادي يغصون بفرحتهم، أو تشرح صدور منافسين ضاقت وتكدرت، وعلى مدار السنين مارس إعلاميون وجهات إعلامية هذا الدور أو ذاك، نجحوا في تمرير ما يريدون ليلتها، لكن السجلات والذاكرة الجمعية ظلا وفيين لدفاتر التاريخ وصفحاته.
دعوة للتصالح مع الواقع وترك العند، والاقتناع بأنه حتى صفصفت العبارات المموسقة واللغة المخاتلة، تكشف صاحبها المدلس الكذاب، وإن اعتقد أن ريشه المنفوش يستره.