|


بدر السعيد
المزيد من الأقنعة يا «كورونا»
2020-09-19
في ذروة أيام جائحة “كورونا” التي تعرض لها العالم، كان لي سلسلة من المقالات بلغت أربعة عشر مقالاً، حاولت خلالها أن أركز على الجوانب الإيجابية التي أظهرتها “كورونا” بكامل تبعاتها وظروفها المصاحبة..
ولا أخفيكم أن تلك السلسلة على الرغم من تعددها، إلا أنني وجدت نفسي في أوقات كثيرة أرغب في العودة مجدداً لسرد منافع جديدة جراء هذه الجائحة، التي أسأل المولى أن يحمينا منها وأن يجنبنا ووطننا خطرها وأضرارها..
هذه المرة أجبرتني الأحداث المتلاحقة لإصابات لاعبي الهلال بهذا الفيروس أثناء تواجدهم لأداء واجبهم الوطني في تمثيل الوطن ضمن دور المجموعات لدوري أبطال آسيا.. تلك الحالة دفعت الكثيرين أن يترقبوا كل مستجداتها العاشق منهم والكاره.. المهتم وغير المبالي.. فالوضع الحاصل في الدوحة بات لافتاً في جميع فصوله وأحداثه التي أحاطت بكبير آسيا منذ ظهور أول حالة في صفوفه، وحتى ارتفع العدد إلى 14 حالة حتى كتابة هذا المقال..
ومع تعاقب مستجدات الوضع الهلالي الحرج ظهرت الأصوات المتعاطفة والمتشنجة في اتجاهين متضادين، كلاهما بعيد عن المنطق، إذ وصلت حدتها لدرجة كشفت لنا مدى سطحية بعضهم في التعاطي مع الأحداث، خصوصاً الإنساني منها.. وهذا بالطبع لا يلغي أن هناك أصواتاً عقلانية قدمت رأيها المنطقي المعتدل تجاه هذه الأحداث بكثير من الاتزان والموضوعية، وهو الأمر الذي لا يرضي طرفي التعصب المتعاطف مع الهلال والمعادي له..
في حالة الهلال ظهر لنا مجموعة تشبهنا في خلقتها البشرية، لكنها تختلف عنا في نظرتها وأخلاقياتها البشرية.. تلك المجموعة استغلت ذلك الحدث الإنساني البحت لتجعل منه سبباً تتراقص فيه على أنباء مرض عانى منه العالم كثيراً ولا يزال..
في حالة الهلال ظهر لنا مجموعة أخرى استكثرت على ممثل الوطن أن يحظى “بحقه” النظامي في إضافة حارس إضافي كأبسط حق تكفله له أنظمة البطولة ولوائحها.. يحدث هذا الأمر في الوقت الذي يتعامل العالم وكافة حكوماته بالكثير من الاستثناءات والتعديلات في سبيل التعامل الأمثل مع الجائحة، بالشكل الذي يضمن الحد الأدنى من وقوع الضرر على “الإنسان” بعيداً عن أي اعتبارات أخرى غير إنسانيته..
تمضي الأيام.. تتسارع الأحداث.. وتثبت لنا “كورونا” أنها تتمدد لتسقط المزيد من الأقنعة وتكشف بواطن بعضهم، الذين لا يستحقون أن نخاطبهم أو نصفهم بالحد الأدنى من الاحترام، لأنهم لم يراعوا الحد الأدنى من الأخلاق والإنسانية..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..