|


نص خاص

الوداع

2020.09.20 | 11:15 pm

أضحك وما كن العنا داخلي شاب
محسود، حتّى بضحكةٍ مستصيبة



في هذا النص الخاص، يكشف محمد المسحل الخبير الرياضي عن حضور لافت في ساحة الشعر، يكتب بإحساس مرهف وشعور رقيق..



مُر الوداع يكون في ترك الأحباب
وأخص فيهم من غمرني بطيبه
والد وأهل وصاحب وجار بالباب
وناس لها في مجلس الراي هيبة
كنت أدري إني آخر الوقت ذهّاب
لا سابك الحظ وتعدّاك.. سيبه
وكنت أدري إنه تالي الكون لتراب
ومهما الشباب ازدان تاليه شيبة
يا صاحبي ملّيت من حفرة الداب
وملّيت كوني دافعٍ للضريبة
غيري ينام وصار زاده على الناب
وأنا سهرت الليل بطني عصيبة
وقتٍ خسيسٍ هو تقل وقت لعّاب!
لعبه غريب، وناسه أيضًا غريبة
أحفاد صاروا بالغرابيل شيّاب
وشيوخ ما قد جاو مكّة وطيبة
والحمد لله روسنا فوق مرقاب
الذل يعجز يوصل النفس عيبه
أطيح واقف، صرت للباس عرّاب
والحق غالب لو بعد ألف خيبة
ناسٍ تبدّل خلّها بَدْل لِثْياب
ثوبٍ يضيق وثوب ينكر حبيبه!
وناسٍ تدوّر للهنا كل الأسباب
تبي السعادة دون شكٍ وريبة
أنا بروح وللمشاريف خطّاب
ومالي سواها لو عصت هالخطيبة
نجلا وخجلا مير ما تلبس حجاب
عروس عِزّك إن توارت مصيبة
والله يعجز ينهب الحر نهّاب
خطاه: يحسب مثلنا له نِهيبة
الناس تفرق بالفعايل والأنساب
ناسٍ ضعوف وناس مرضاع ذيبة
يمكن عجيبة ينشد الحق نصّاب
لكن بهذا الوقت ما هي عجيبة
يا كيف يصدق؟ كاذبٍ ولْد كذّاب
يامر وينهى كن ما فيه عيبه
ما همني ذمٍ ولا مدح وإعجاب
الهم فيني: العقل من يجيبه؟
البيرق أضحى يرفعه ولد الأغراب
والخيل عيّت والكديش تحري به
أضحك وما كن العنا داخلي شاب
محسود، حتّى بضحكةٍ مستصيبة
لا بارك الله في مشاعر هل الغاب
حتّى مريض القلب يغدر طبيبه!
فكرت عجلٍ، ثم فكرت باسهاب
وأثر إن كلٍ.. ماله إلا نصيبه
مُر الوداع يكون في ترك الأحباب
وأخص فيهم من غمرني بطيبه