|


أحمد الحامد⁩
ليست كل الجوائز جيدة
2020-09-21
تعتبر جائزة نوبل من أرفع الجوائز التي يحصل عليها العالم أو الأديب أو المكتشف أو صانع السلام، مازلت أتذكر مشاعري السعيدة لحصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل للآداب - 1988-، رغم أنني حينها لم أكن قد قرأت له رواية واحدة، كان كافياً أن يكون عربياً لكي أسعد من أجله وأفخر به، كما أنها المرة الأولى التي أعرف أن هناك جائزة عالمية اسمها نوبل، لكنني احتفلت مع المحتفلين كونه عربياً.
وبعيداً عن كل الذين يرون أن جائزة نوبل للسلام كثيراً ما أعطيت لمن لا يستحقها، وأن النسبة الأكبر من جوائز العلوم ذهبت للعلماء الأمريكان والبريطانيين وهذا فيه ظلم خصوصاً للعلماء الروس، كما أن أساس تمويلها جاء من الأرباح التي حققها نوبل من بيعه للديناميت الذي اكتشفه وتسبب في ازدياد ضحايا الحروب، متناسين أن للديناميت استخدامات مدنية مفيدة، إلا أن ذلك لم يمنعها من أن تكون أرفع جائزة عالمية يتمنى أن ينالها كل الباحثين عنها، في المقابل هناك جوائز لها شهرة عالمية لكنها لا تعطى لأصحاب المنجزات الإنسانية، بل تعطى للأكثر فشلاً في مشاريعهم، وهي جوائز تقدم بشكل ساخر للذين قضوا وقتاً طويلاً للوصول إلى ما هو غير مفيد ونافع، جامعة هارفارد لديها جائزة كوميدية تقدمها كل عام بعنوان “جائزة نوبل للحماقة العلمية”، هذا العام وبعد منافسة شديدة بين عدة حماقات علمية، قررت الجامعة أن تمنح الجائزة لمجموعة من العلماء من النمسا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية والسويد، العلماء كانوا قد اجتمعوا متحملين تكاليف سفرهم وإقامتهم، وقاموا بتجربة علمية من خلال وضع أنثى تمساح في غرفة مغلقة تم ملؤها بغاز الليثيوم، كل هذا من أجل الاستماع لصوت أنثى التمساح إذا ما استنشقت الغاز، الغريب أن العلماء حضروا لاستلام الجائزة، وهذا دليل على رحابة صدور العلماء الحمقى، لا أظن أننا في عالمنا العربي نقبل بوجود مثل هذه الجوائز الساخرة، فأنا إذا ما دعيت لاستلام جائزة شبيهة فسأعتبرها إهانة تستدعي أن ألجأ للقضاء، وسأعتبرها إهانة شخصية وقد أدعي بأنها مغلفة بالعنصرية، دون النظر للسبب الذي منحت فيه الجائزة، يبدو أن التوصل إلى تحقيق إنجازات علمية لا بد أن تسبقه حالة تقبل النقد والمزاح.