|


تركي السهلي
الحنان الأزرق
2020-09-21
من جديد، تقف وزارة الرياضة والشباب ومعها الاتحاد السعودي لكرة القدم مع الهلال في حضوره الآسيوي. وهو الوقوف الذي يتضح على نحو كامل كُل ما كانت خطوات الأزرق في حاجة لذلك حين مواجهته صعوبات لا يقوى على مجابهتها بمفرده.
والثناء كُل الثناء على الدعم الرسمي والأهلي للممثّل السعودي ومن يأتي معه من أندية تُصارع قارّة باتحادها وألاعيبها التي لا تنتهي. يقيناً، ليس هُناك من خشية بعد اليوم، والأمور باتت أكثر وضوحاً بعد الطغيان الكبير للعاصميّ الرابع في نسخة آسيا للأندية الأبطال السابقة.
ولا تراجع أبداً عن المغنم الهائل الذي حظيت به كُرتنا المحليّة من البطولة العاصية المُستعصية، بعد أن عرفنا كيف نأخذ حق نادٍ واحد وفي الطريق البقيّة الباقية التي تنتظر التفاتة فيما لو وقعت في إشكال. ولا شكّ مُطلقاً في الفوز باحتضان من وزارة الرياضة لجسم جديد من بين النصر والأهلي والتعاون، وهي التي تعدل عدلآ يشمل كل فريق سعودي مؤهل. صحيح أن الانفكاك من “الحنان” الأزرق صعب، لكن الوزارة الفتيّة القويّة ستتحرّك نحو توزيع عطائها بميزان كاف على الأطراف كُلّها.
في محنة الهلال الأخيرة كان لزاماً على الجهة الرياضية الرسمية أن تصطف معه وكذلك الاتحاد السعودي، وهو ما تم. وهما اللذان أعطيا الأندية الأربعة الدعم المالي والفنّي بتساوٍ مع إيفاد إبراهيم القاسم أمين الاتحاد لقطر لتلمّس احتياجات المجموعة السعودية جميعها. وهذا جهد ضخم من جهتين لا تمايزان بين فريق وطني وآخر. اليوم، المعركة الآسيوية شديدة لا ريب أبداً في ذلك، والمشوار يصعد بفرقنا نحو الاحتدام الأكبر، وإن كان الهلال أقلّ الأندية السعودية احتداماً في الأدوار ما قبل نصف النهائي بسبب سهولة مبارياته، إلا أن هذا لا يعني تقليل الجهد الكامل للمعركة. ولا اعتبار أنه أخذ نصيبه كبطل للقارّة وقد منح الوطن بطوله وعرضه فرحاً لا يُنسى في الرابع والعشرين من نوفمبر من العام الماضي، وصل التعبير عنه معظم الأجهزة وشهدت ليالي الدرعية و”البوليفارد” رقصاً سيعلق في الأذهان طويلاً. إنه زعيم نصف الأرض والصوت الأعلى دوماً، واليد التي ليس من السهل إبعادها عن رسم الخرائط وخطوط البقاء الأبديّ.
بقي أن نتذكّر المٌقاتلين الآخرين في غمرة أزمة العريجاوي، وأن لهم علينا حقًّا، وأن تطاحنهم مع المتربصين عنيف، وأن الساعة التي نغفو فيها عنهم ستصحو الجراح، وسنكون لحظتها في حالة ألم لن يهدأ بتضميد جزء على حساب كُلّ.