|


فهد عافت
عن النجاح والفن والحب!
2020-09-22
- للنجاح سرّ. وفي الغالب، فإن سرّ النجاح الحقيقي يظل مخفيًّا، لا يعرفه حتى أصحابه!،
فلا تصدّق كثيرًا من يحاولون إخبارك بأسرار النجاح!.
أعلاهم شأنًا، وأكثرهم قُدرةً، لا يقول لك إلّا عناوين عريضة عامّة، تعرفها قبل أن يقولها!. عناوين عريضة، وطُرُق، ووصفات، عمل بها كثير من الناس ولم يُكتب لهم النجاح!.
أصدقهم، وأنجحهم، ينقل لك بصمته، حسناً، وينقلها بأمانة!، لكنها تظل بصمته هو، لا بصمتك ولا توقيع ظروفك ومعطياتك!.
لو أننا صدّقنا نصف هؤلاء الذين يتكلمون عن سرّ النجاح، لما كان للنجاح سرّ أصلًا!.
- يمكن لروائيّيْن، أحدهما جيّد والآخر رديء الموهبة، ملاحظة أمر ما، وتخزينه في الذاكرة، أي أمر، مثل أن القطَارَات في بلده لا تتحرك ولا تصل في مواعيدها المحدّدة.
عندما تحين لحظة استرجاع هذا المشهد في كتابة قصّة، يكتب الروائي، فقير الموهبة، خبط لصق، وبما يشبه لافتة اعتراض: القطَارات لا تصل في مواعيدها وهي لا تتحرك في الوقت المحدد لها!.
بينما يستدرج الروائي، غنيّ الموهبة، الأمر إلى أن تتم عمليّة تلاقح فنّي مع أمر آخر!.
ذلك، بالضبط، ما فعله “كارلوس زافون”، مثلًا، في سطر من روايته المذهلة “ظلّ الرّيح”:
استدرج الملاحظة، إلى لحظة التعبير عن الطفولة!، وراح يكتب، معبّرًا عن عدم إمكانية الإنسان معرفة نهاية مرحلة طفولته: “نهاية الطفولة مثل القطارات الوطنيّة، تَصِل عندما تَصِل”!.
قِس على ذلك!.
- ليس هناك حب فاشل، لكنّ هناك مُحِبًّا فاشلاً!. “يقع” في الحب و”ينهض” بالكُرْه!.
هؤلاء هم الفَشَلة، وأول فشلهم فهمهم الخاطئ المريض للحب نفسه!.
منهم من ينتقل من الحب إلى الكُرْه ما لمْ يتحقق له مُرَاده، ومنهم من ينتقل هذه النقلة المؤسفة لسبب معاكس تمامًا: عندما يأخذ من الحبيب كل ما يُريد!.