|


فهد عافت
وطنيّة!
2020-09-23
ـ أي عمل جيّد هو عمل وطني!.
ـ أن تكتب قصيدة في محبوبتك، وتتغزّل بها في عذوبة تدهش السامع وتُضيف إلى الشعر، فذلك عمل وطني، وهو أفضل، وأعلى شأنًا بكثير، من أن تكتب قصيدة مباشرة، سطحيّة، في حب الوطن!.
ـ في هذه الحالة الأخيرة، أنت تُعلن حبك للوطن، وفي الغالب أنت لست بحاجة لمثل هذا الإعلان، لأنه أمر طبيعي وفطري ومعروف سلفًا!.
ـ فوق هذا أنت إن كتبت بسطحيّة أو بـ “مكتبيّة” جافّة، فإنك تسيء من حيث أردت الإحسان!.
ـ الأمر لا يتعلّق بالشعر فقط. كل من ينجز عملًا جيّدًا، يُقدّم خدمة ويكشف عن وطنيّة، ويُعبّر عن وطنه من حيث القِيَم والأفكار وخصوبة الإبداع، ومكارم الأخلاق أيضًا!.
ـ أحيانًا، وهي أحيان نادرة والحمد لله، تُحتّم ظروف محيطة بالأوطان استثمار الفن والأدب في مسار تعبوي!.
ـ في مثل هذه الحالات يتنازل المبدع، مُجبرًا بحكم الحب والخطر المصيري، عن بعض أدواته لصالح توكيدات، تُسهم في حالة التعبئة ووحدة الصّف وشدّ الأزر، وهذا مطلوب ومُنتظَر من المبدع تجاه وطنه، ويظل أمرًا جليلًا ومُقدّرًا، حتى لو ضَعُفَتْ القيمة الجماليّة، وخَفَت وهج الإبداع في عمله!.
ـ ويظلّ أفضل للمبدع، تجنّب كل ما يقلّل من وهج الإبداع في عمله، وعليه أن يتدبّر أمره في كل ما هو تعبويّ ومباشر خارج فنّه الذي رُزِق موهبة الإبداع فيه!.
ـ أن تكتب قصّة جيّدة ذلك عمل وطني، أن تكتب رواية جيّدة، أن ترسم لوحة داعية للتأمّل الجمالي، أن تقدّم عملًا دراميًّا ممتعًا وشديد الحرفيّة، وكذلك أن تُحسن إلى أبويك وتستوصي بهما خيرًا، أن تسقي جارك الابتسامة والهدوء والستر، أن تُعطي الطريق حقّه، أن تبحث عن الأجر في كَبدٍ رطبة، أن تُنجز عملك بقوّة وأمانة، أنْ ترعى أُسرتك وأن تربّي أولادك تربية حسنة صالحة، كل هذه وتلك أعمال وطنيّة، لأنها في النهاية ترسم الخريطة الإنسانية لهذا الوطن، وتُسهم في تقدّمه، وهي التي تجعل منه، حقًّا، وطنًا عظيمًا!.