|




تركي السهلي
الزعل الهلالي
2020-09-26
بخروج الهلال من بطولة آسيا للأندية الأبطال في نسختها الحاليّة من قطر، نعود للمربع الأوّل في علاقتنا مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وكأن الأزرق هو المُحرّك لنا في هذا الأمر.
الواقع أن ذلك خطأ كبير يجب علينا تلافيه، وبات لزاماً مواجهة النادي السعودي أكثر من وقوفنا على الضدّ من الاتحاد القارّي، فليس من المقبول على الإطلاق أن نرضى متى ما رضي الهلال ونغضب حين يكون في خانة الغضب، وإلا غدونا أسرى للأهواء زمنًا طويلاً وفي حال تذبذب لن ينتهي.
وبغض النظر عن طريقة وشكل إقصاء العاصميّ الرابع من مُعترك المنافسة الآسيوية، إلا أن الحقيقة الدامغة تصبّ في خانة العجز في التعامل مع الوضع الاستثنائي للبطولة، وما وضِع لها من لائحة بسبب covid-19، وأن الإخفاق كان واضحاً من قبل الإدارة الهلالية. ولا مجال أبداً في تبرئتها تحت أي ظرف من الظروف. وهُنا علينا أن نلتفت لمصالحنا الكُبرى وترك الهلالي يصرخ دون أن يرفّ لنا جفن أو ينبض لنا قلب، وأن نقول له كُلّما زادت وتيرة صراخه: “يداك أوكتا وفوك نفخ”. فكُرتنا المحليّة عانت من الهلال الكثير في علاقته مع آسيا، ونحن لسنا مسؤولين عن ذلك في أي مرحلة من المراحل، وإخفاقه الآسيوي المُتكرر يظلّ هو المعني به لا أحد آخر، ولسنا الآن بوضع يسمح لأن يجرّنا معه الأزرق إلى مشاكله التي يبدو أن ليس لها آخر.
وطرد الخوف من “الزعل” الهلالي هو الواجب تعزيزه في نفوس الإعلام، وعلى الأخص “الرسمي” منه، فالوقت قد حان لأن نكون صرحاء مع أنفسنا ورياضتنا، وأن نُعلي من شأن مواقفنا العامّة لا الخاصّة، فالكرسي لا يُحدده أزرق ولا الظهور والتأثير بيد الملكية العامّة، فالفضاء واسع الآن والأصوات الساكتة هنُا لن تكون صامتة هُناك، والمدّ سيكون هائلاً ولا مجال أبداً في تحريك القارب بدفع المياه نحوه والريح مُعاكسة.
اليوم، تبدأ السعودية مشوارها نحو استضافة “معاً لمستقبل آسيا” في العام 2027م وهي تضع في اعتبارها أيّام القارّة الصفراء المُقبلة وريادتها في أكبر قارّات العالم، فهي وجهها المُشرق، سواء كان ذلك على صعيد الأندية أو المنتخبات، وهي من كان يضع لآسيا قيمة في كرة القدم منذ الثمانينيات الميلادية حتى يومنا هذا. ونحن نريد أن نكون أكثر تأثيراً في قادم الأيّام، وأن نُثبّت قوّتنا بالعمل لا بالتذمّر والململة وضياع الطريق.