|


جوليانو.. أوفى بالعهد.. ورحل

الرياض - عبدالرحمن عابد 2020.10.01 | 11:32 pm

تحمل أكتافه العريضة القميص رقم 10، ويفتخر بجسده الرياضي الرائع مفتول العضلات، كما يثير بشخصيته القيادية إعجاب المشجعين، حيث تجده دائماً ينتقل من الدفاع إلى الوسط لتنظيم الصفوف باتجاه الهجوم، وحينما يحرز الأهداف يرفع كلتا يديه مطلقا صرخة قوية تعبّر عن مشاعره الحماسية الساخنة.



وُلد جوليانو دي باولا، منتصف مايو 1990 في كوريتيبا البرازيلية، التي يسكنها نحو مليوني نسمة، مستمتعين بزينة الحدائق الملونة والبرك الزراعية ذات الطابع الفرنسي، وتعد المدينة مركزاً ثقافياً واقتصادياً في قارة أميركا الجنوبية، باحتضانها كبرى مصانع السيارات مثل نيسان ورينو وفولفو، واشتهارها بحلولها الحضرية من هندسة المباني والمواصلات العامة، بفضل تكدس المهاجرين فيها على مدى قرون، ويكفي اختيارها ضمن المدن النموذجية لإعادة إعمار أفغانستان بترشيح اليونسكو.



يتذكر جوليانو أيام الفقر وطفولته القاسية، إذ لا ينسى موقفاً حينما كان عمره 10 سنوات، حيث ظل يبكي أمام والدته تارسيليا لساعات من شدة الجوع، وفي النهاية نام بعد أن أسكت جوعه بشرب الماء، بينما تعقدت حياته الاجتماعية إثر انفصال أمه عن والده إديسون المفتون بالسهر مع أصدقائه خارج المنزل، ومع ذلك تمسك الابن بأسرته المكونة من ثمانية إخوة وأخوات، لا سيما بعد ازدهار أحواله المالية، بتأسيسه مشروعاً تجارياً خاصاً بالعائلة في مسقط رأسه.



من الحقائق الطريفة التي ترويها الأم تارسيليا عن ابنها جوليانو، أنه كان مهووساً بمواطنه كلاوديو تافاريل أسطورة الحراسة، لدرجة أنه كان يغضب إذا دعاه أحد في المنزل باسمه الحقيقي، وكان يفعل ذلك وهو يرتدي في يده قفازين، تحولا فيما بعد إلى جوارب، بعد أن تعلق بملهمه النجم البرازيلي العالمي ريكاردو كاكا، إذ يتشارك معه فنون ومهارات اللعبة الشعبية بجانب المذهب المسيحي الإنجيلي.



احترف جوليانو كرة القدم مع فريق بارانا البرازيلي 2007، وحينما فاوضه الأوكرانيون في شتاء 2011، وافق فوراً بلا تردد رغم برودة الأجواء هناك بحوالي 20 درجة مئوية تحت الصفر، ويبدو أن المبلغ كان مغرياً بتقديم نادي دنيبرو 14 مليون يورو فوق طاولة المفاوضات، لاحقا ظهر ذكاء صانع الألعاب الذي رفض شكوى الحكام إثر تعمد المدافعين ضربه وإسقاطه أثناء المباريات، مفضّلا التعاقد مع مدرب شخصي يحترف الملاكمة لتقوية جسده الهزيل حيث يزن 68 كجم في ذلك الوقت.



خلال تجربته الأوروبية ما بين دنيبرو الأوكراني وزينيت الروسي، تعلم جوليانو العزف على الجيتار والتحدث باللغة الروسية بشكل جيد، فيما تلمذ على يد خواندي راموس مدرب ريال مدريد وتوتنهام سابقاً، مستقياً أفكاره التكتيكية عبر حسن التمركز والانتشار بشكل صحيح في الملعب مع قراءة مجريات المباريات جيداً، والتحكم في نسق اللعب حالة التقدم أو خسارة النتيجة، وهو ما يحفزه دائماً لمشاهدة مقاطع فيديو بعض نجوم كرة القدم، مثل الفرنسي فرانك ريبيري والهولندي آريين روبين.



لم يعرف جوليانو الحب إلا في مدرسة بارانا الثانوية، حين التقى بصديقته المراهقة أندريسا، حيث تزوجها وهو ابن 19 ربيعاً، منجباً منها 3 أطفال حتى الآن، ويقول عنها: "إنها مجنونة فقد منعتني ذات مرة من مشاهدة مباراة برشلونة ومانشستر سيتي، ما اضطررت لتسجيلها ومشاهدتها ليلاً"، بينما في وقت الراحة يتابع الشاب البالغ 30 عاماً، أفلام ومنتجات النجم الأميركي الشهير أليكس كندريك، أو يمارس لعبة التنس، وفي ملعب الطعام فإنه يفضل المطبخ الإيطالي وأحياناً طبق السوشي الياباني.



أوفى ابن كوريتيبا بوعده للنصراويين بتحقيق السوبر والدوري، وريثما كان في طريق أحلامه بالوصول إلى العالمية على غرار مواطنه دينلسون، يبدو أنه تفاجئ بتعاقد الإدارة مع الأرجنتيني مارتينيز، وصدم أكثر باستبعاده من التشكيلة الآسيوية، لكنه أعلن، الثلاثاء، عن مغادرته الرياض التي يشعر فيها بالراحة رافضاً توضيح الأسباب، فيما تراهن الصحافة التركية بأنه سيرتدي الألوان الزرقاء والصفراء مجدداً، خاصة بعد أن قال رئيس فنربخشة علي كوج لموظفيه في آخر اجتماع: أعيدوا جوليانو إلى منزله.