|


أحمد الحامد⁩
وداعا تغريدات الطائر الأزرق
2020-10-02
اليوم الجمعة، موعد تغريدات الطائر الأزرق، طوال عام ونصف تقريباً وأنا أخصص مقال يوم الجمعة لما اخترته من تغريدات نشرت عبر منصة تويتر، وهي تجربة علمتني كيف أن القليل من الكلمات تختصر دون أن تُنقص من وصف حالة ما قد يُكتب عنها في عدة صفحات، وأن الكلمة الواحدة التي تكون في موضعها خير من سطر يحاول صاحبه أن يصل فيه إلى المقصد الذي يسعى إليه.
اليوم شعرت بأنني اكتفيت من التجربة وسيكون هذا المقال هو الأخير من تغريدات الطائر الأزرق، أبدأ بتغريدة لمحمد المقحم الذي يدعونا للانتباه والحذر من الإنسان الذي يستخف بمعروف الآخرين عليه: “خذها قاعدة.. اللي خفيف عليه المعروف.. ثقيل عليه الوفاء”، قد يكون بعضنا مر بهذه التجربة وتوصل للقاعدة التي أوصانا بها محمد المقحم، لذلك ومن الأفضل لنا ألا نتوقف عن شكر كل الفاضلين الذين ساهموا في التخفيف من أعبائنا لكي لا نبدو مثل الذين وصفهم المقحم. الزميل إيهاب الجاسر الذي ترك الصحافة وتوجه لصناعة العطور لم يتوقف قلمه عن الكتابة، على الأقل في وصف روائح عطوره، غرد إيهاب عن الميزان اللامرئي، وهو ميزان مختص بتوازن العلاقات: “في العلاقات هناك ميزان غير مرئي يسمى ميزان العطاء، مع مرور الوقت إذا مالت كفة طرف فإن الطرف الآخر سوف ينسحب وإن طال بقاؤه”.. أتفق مع إيهاب، في كرة القدم لا يمرر اللاعبون الكرة نحو اللاعب الأناني.
مها القلمش غردت عن الإنسان الذي اعتاد مقاومة الظروف الصعبة وصارت مقاومته شرطاً لبقائه، أما المنسحبون سريعاً فقد فضلوا أن يضعوا لأنفسهم أكثر من خيار واحد، وإن كان أحد الخيارين سيئاً لدرجة الهزيمة: “لا أملك رفاهية الانهيار، أنا مجبر على تجاوز كل هذا”.. أحمد باسي صاحب حساب ساخر، ورغم قلة تغريداته إلا أنها تحظى بإعجاب كبير من المتابعين، هذا الإعجاب الكبير دليل على أن الناس لا تستغني عن الضحك، لأن الضحك يشبه الوقود الذي تتزود به السيارة لكي تواصل السير من جديد، غرد أحمد: “إنا لله وإنا إليه راجعون، انتقلت إلى رحمة الله رغبتي في النقاش وتحمل الناس”، حتى الحسابات المختصة بالقصص القصيرة تحظى بالمتابعة، قد يبحث المتابعون عما يشبه قصصهم، من يريد أن يحظى بمتابعات كثيرة عليه بالقصص شريطة أن تكون ممتعة، صاحب حساب قصص قصيرة غرد بما يصف الحالة الروحية والنفسية التي يعيشها العاشق للدرجة التالية: “قيل لأحدهم: ما بلغ حبك بفلانة؟ قال: إني أرى الشمس على حيطانها أجمل منها على حيطان جيرانها!”.. إلى اللقاء.