|


أحمد الحامد⁩
ترند
2020-10-03
أستطيع تعريف الترند بالحكاية الأكثر تداولاً سواء عن شخص معين أو حدث ما، أو حتى منتج تجاري أو مادة إعلامية، وكل ما سبق إذا ما اهتم فيه الناس وتداولوه على وسائل التواصل بكثرة صار “ترند”، وعلى هذا القياس صار يقاس أهمية الواصلين إلى الترند لأنهم كانوا حكاية الأكثرية من الناس، الوسائل الإعلامية بدورها ولكي تحقق مشاهدات عالية صارت تبحث عما يحقق لها الترند، وهنا تكمن مشكلة بل مشكلة عويصة.
هل تحدد رغبات الجمهور الترند لهذه الوسائل أم تصنع الوسائل الإعلامية الترند عملاً برسالتها الإعلامية المهنية والأدبية والأخلاقية؟ واحدة من مشكلات القنوات التلفزيونية مثلاً أنها مهما كانت تسعى لتقديم إعلام مفيد ومؤثر إيجابياً، إلا أنها تبقى قنوات تجارية ومصير بقائها مرتبط بتحقيق الأرباح، في الوقت الذي يعتبر فيه تحقيق الترند هو دليل النجاح. أما الترند فلا يعترف بقيمة المحتوى، بل بعدد المشاهدات على شاشة الجوال سواء كانت الوسيلة الإعلامية قناة تلفزيونية أو حسابات على وسائل التواصل،
مثال على ذلك.. إذا ما ظهرت فتاة جميلة وشهيرة في السوشال ميديا في لقاء مرئي، تتحدث فيه عن فسخ خطوبتها فستحقق مشاهدات وتفاعلاً كتابيًّا أكثر بأضعاف مضاعفة فيما لو كان اللقاء مع أشهر أديب أو عالم لغة أو عالم فضاء أو ثري عصامي، لذلك حرصت هذه الوسائل الإعلامية على تبني من يحقق لها المشاهدات على حساب قيمة المادة المشاهدة، وبهذا يكون الترند هو من يقودنا وليست جودة وفائدة المحتوى، أتذكر أن زميلة حددت لي اسماً لأحد المشاهير الشباب لكنني لم أكن قد سمعت به، قالت إن مشاهدات الحلقة ستكون “ترند”، ورغم أنني استضفت عشرات الأسماء في مختلف المجالات، إلا أن الحلقة التي حققت الترند كانت حلقة ذلك الضيف الشاب الذي حقق شهرته من خلال ظهوره في برنامج واقع. هنا يكمن هامش مفيد لصنّاع المحتوى الأفراد إذا ما قدموا مادة متميزة عن المحتوى الرائج، خصوصاً أن التكلفة المادية منخفضة كونها جهدًا فرديًّا بعيداً عن التكاليف الكبيرة التي تتكلفها الوسائل الإعلامية الكبرى، نجحت بعض الحسابات الشخصية في تحقيق قراءات ومشاهدات عالية، وما زالت هناك مساحة تتسع لغيرهم.