بعد أن ختم معلم اللغة العربية الحصة الدراسية لطلاب الفصل الثاني ثانوي، وقبل إغلاق السبورة التفت على طلبته ليذكرهم بالواجب المنزلي وليرفع من انتباههم صاح بأعلى صوته.. قائلًا: “أوك”.. فأجابوه بالكلمة ذاتها، ولكن أحدهم ممن عزّت عليه لغتنا حتى في وقت تعليمها، وقف للمعلم ليس تبجيلًا بل متسائلًا: “هل نحن في حصة تعليم اللغة العربية أم الإنجليزية؟!”.. غادر المعلم متمنيّا أن يكون هو من وقف للطالب الذي نبهه حجم خطئه.
إذا كان بعض معلميّ اللغة العربية ومعلماتها لا يغارون على لغتنا، فما الرسالة التي تصل إلى الطلبة؟.. هنا نقول البعض وليس الكل، فهناك منهم من يحترق غيرة ويسعى إلى أن تكون اللغة متسيّدة، وفي الوقت الذي يهتمون فيه بمخارج حروف الطلبة وتعديل ألسنتهم التي اعوّجت بسبب دخول لغات أخرى، نجدهم يتحولون إلى “محركيّ بحث” ليترجموا لهم كلمات إنجليزية يرددونها ظنّا منهم أنها عربية.
بعض من أولياء الأمور تقع على عاتقهم مسؤولية كبرى في ترسيخ مفهوم أن اللغة العربية يجب أن تكون على طرف اللسان وأنها الأساس، أحدهم يفاخر بأن طفله ابن السابعة يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة وبالكاد ينطق الكلمات العربية، ومن في المجلس يرددون “ما شاء الله عليه”، رغم أن الطفل أبواه عربيان الأصل والمنشأ والهوية.
وفي اجتماع جلّ الحضور من الناطقين باللغة العربية، ولكن نصف الكلمات المطروحة على الطاولة “إنجليزية” رغم أنها ليست مصطلحات لأسماء أجهزة أو تقنية معينة لم يتم تعريبها بعد، ولكنها كلمات لها عشرات المرادفات في لغتنا، فينطقون بها من باب “استعراض العضلات”، وكأنما الحديث باللغة العربية عارٌ في نظرهم.
من لا يهتم ويعتز باللغة العربية جعلوها تنصهر في أقل درجات الغليان حتى بات أبناؤها يلجؤون إلى “جوجل” للحصول على معنى لإحدى كلماتها..
هناك شعوب يرفضون مخاطبتهم بغير لغتهم اعتزازًا منهم بلغتهم التي يرون أنها جزء لا يتجزأ من هويتهم.. آلاف الكلمات الإنجليزية وغيرها من لغات أخرى دخلت في سياق اللغة العربية ونرددها في اعتقادنا بأنها خرجت من مكتبة سيبويه أو أبو الأسود الدؤلي.. نعم كنّا مخطئين في حق لغتنا، وأهملناها سنوات طويلة، حتى اختفى جمال كلماتها ومعانيها، وحلّ مكانها مسميات بلغات أخرى.
سعدنا بمبادرة وزارة الثقافة بإطلاق عام اللغة العربية لنستعيد هويتنا، ونفاخر بلغتنا، فعلينا أن نوحّد الجهود لتعزيز حضور اللغة العربية، والمجاهرة بها في كل المحافل، ولا ننسى أنها لُغة القرآنِ الكريم، ونحافظ عليها من الشوائب التي تُخالطها.
إذا كان بعض معلميّ اللغة العربية ومعلماتها لا يغارون على لغتنا، فما الرسالة التي تصل إلى الطلبة؟.. هنا نقول البعض وليس الكل، فهناك منهم من يحترق غيرة ويسعى إلى أن تكون اللغة متسيّدة، وفي الوقت الذي يهتمون فيه بمخارج حروف الطلبة وتعديل ألسنتهم التي اعوّجت بسبب دخول لغات أخرى، نجدهم يتحولون إلى “محركيّ بحث” ليترجموا لهم كلمات إنجليزية يرددونها ظنّا منهم أنها عربية.
بعض من أولياء الأمور تقع على عاتقهم مسؤولية كبرى في ترسيخ مفهوم أن اللغة العربية يجب أن تكون على طرف اللسان وأنها الأساس، أحدهم يفاخر بأن طفله ابن السابعة يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة وبالكاد ينطق الكلمات العربية، ومن في المجلس يرددون “ما شاء الله عليه”، رغم أن الطفل أبواه عربيان الأصل والمنشأ والهوية.
وفي اجتماع جلّ الحضور من الناطقين باللغة العربية، ولكن نصف الكلمات المطروحة على الطاولة “إنجليزية” رغم أنها ليست مصطلحات لأسماء أجهزة أو تقنية معينة لم يتم تعريبها بعد، ولكنها كلمات لها عشرات المرادفات في لغتنا، فينطقون بها من باب “استعراض العضلات”، وكأنما الحديث باللغة العربية عارٌ في نظرهم.
من لا يهتم ويعتز باللغة العربية جعلوها تنصهر في أقل درجات الغليان حتى بات أبناؤها يلجؤون إلى “جوجل” للحصول على معنى لإحدى كلماتها..
هناك شعوب يرفضون مخاطبتهم بغير لغتهم اعتزازًا منهم بلغتهم التي يرون أنها جزء لا يتجزأ من هويتهم.. آلاف الكلمات الإنجليزية وغيرها من لغات أخرى دخلت في سياق اللغة العربية ونرددها في اعتقادنا بأنها خرجت من مكتبة سيبويه أو أبو الأسود الدؤلي.. نعم كنّا مخطئين في حق لغتنا، وأهملناها سنوات طويلة، حتى اختفى جمال كلماتها ومعانيها، وحلّ مكانها مسميات بلغات أخرى.
سعدنا بمبادرة وزارة الثقافة بإطلاق عام اللغة العربية لنستعيد هويتنا، ونفاخر بلغتنا، فعلينا أن نوحّد الجهود لتعزيز حضور اللغة العربية، والمجاهرة بها في كل المحافل، ولا ننسى أنها لُغة القرآنِ الكريم، ونحافظ عليها من الشوائب التي تُخالطها.