|


أحمد الحامد⁩
مبطلناش إحساس
2020-10-22
قبل أيام كتبت عن الأغنية، وطالبت صنّاع الأغنية تنويع المواضيع وعدم البقاء في دائرة النصوص الغنائية الحالية المختصة بالعلاقة العاطفية بين رجل وامرأة، والخروج إلى الفضاء الإنساني الأرحب والأكثر حاجة، وكان من الأفضل لو أنني أعطيت بعض الأمثلة الغنائية، ورغم ندرتها إلا أنها ناجحة، بل إنها من أجمل ما قدمه بعض الفنانين في مسيرتهم.
رائعة ساعات ساعات لصباح أغنية فيها ما يعبر بعمق عن الحالات التي يتساءل ويستفسر فيها الإنسان عن طبيعة نفسه البشرية، وما يؤثر عليها بشكل يصبح أحياناً غير مفهوم وغامض على الإنسان، وقد لا تُوجد الأغنية أي حلول، لكن مجرد التساؤل هو تعبير وتسليط ضوء عن حالة يتقاسمها قسم من البشر، أما أغنية “في ناس” أشهر أغنية لخالد عجاج فهي أيضاً طرح تساؤلات وعلامات تعجب عن السلوك العبثي، وما يخلفه طمع الإنسان من تناقضات مؤلمة في المجتمع، لو تساءلنا لماذا تنجح أغاني المسلسلات - أغنية التتر - لوجدنا أنها تحاكي مواضيع غير مطروقة، أي أنها جديدة على الأذن، أو على الأقل غير مُستهلكة أو كما يقال غير محروقة، أما سر نجاحها فأعتقد لحاجة الناس لها لأنها تعبر عنهم أو لأن أحداً لم يسبق أن عبر عنهم بهذه الطريقة الغنائية، بالأمس أثناء تقديمي للبرنامج استمعت لأغنية جديدة لتامر حسني، وأظن أن تامر الآن في بدايات الأربعينيات من عمره، ولو أنني استمعت لهذه الأغنية قبل كتابتي للمقال السابق عن الأغنية لاستشهدت بها كمثال واضح لمثل ما أريده أن ينتشر رفقة مع الأغاني التي الحالية ذات الموضوع الواحد - حالة حب -، حاول تامر في أغنيته الجديدة “مبطلناش إحساس” أن يدعم الرأي القائل لا تحاول العيش من أجل إرضاء الآخرين، وإن الآلام هي من تقوي الإنسان، وخرج بأغنية ناجحة عن الإطار المعتاد والمكرر.

كبرنا وعقلنا مبقاش كلامهم يشغلنا
ولا بنهتم نعرف ناس بتهملنا
كبرنا وفهمنا عرفنا إن الوجع أوقات
بييجي ويمشي بس عشان يعلمنا
بطلنا نقيس مقاماتنا بعيون الناس
مش كل الناس بتشوف ولا كل الناس تتقاس
بطلنا نحب زياده مبطلناش إحساس