|


عبدالرحمن الجماز
مشروع النصر.. إعلان وفاة
2020-10-29
الصرف المالي الباذخ علي أي فريق كان، لا يعني بالضرورة أنك تستطيع صنع فريق لا يقهر، والأزمة النصراوية الطاحنة كشفت بوضوح هذه الحقيقة، على الرغم من مئات الملايين التي تم إنفاقها على الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر، وسيطرته المطلقة على ميركاتو اللاعبين المحليين والأجانب، في إطار المشروع النصراوي المزعوم، والذي أثبت فشله، وتم إعلان وفاته بعد جولتين فقط من انطلاقة الدوري، لم يجن منها الفريق سوى صفر مكعب جعله يتذيل قائمة الترتيب بمشاركة الصاعدين لتوهم العين والباطن، إضافة لضمك الذي عانى من شبح الهبوط حتى آخر جولة في الموسم الماضي.
الانتكاسة النصراوية، وإن جآءت على عكس ما روج له بعض الإعلام المحسوب على نادي النصر، والذي أطلق العنان لأمانيه الفارغة من أي دلائل فنية، وراح يوهم الجماهير النصراوية بأن هذا هو زمن النصر، وأنه “سيكوش” على البطولات، واصطدمت أخيراً بالحقيقة المرة بخروجه من أسهل نسخة لدوري أبطال آسيا على يد فريق ناقص قبل المباراة وأثناءها، وضياع حلم طال انتظاره أكثر من 55 سنة.
لكن الواقع النصراوي لم يفاجئ المتابعين المحايدين، الذين يدركون حقيقة أن الملايين وحدها لا يمكن أن تكون كافية لصنع فريق كبير يستطيع مجابهة الفرق المتمرسة محلياً وخارجياً.
التخبط النصراوي وحالة “الضجيج” التي كانت السمة الطاغية على الغالبية العظمى من النصراويين، أفرزت قرارات غير مدروسة، وربما أدخلت إدارة النادي في دوامة أزمة مالية كبرى لا يستطيع الخروج منها، برغم “بزبوز” الملايين التي يحظى بها الفريق من داعميه كما تؤكد قيمة الصفقات الأخيرة وأعدادها المهولة، والتي جلعت إدارة النادي تدفع لنادٍ أكثر من 53 مليونًا، كما جاء في تأكيدات رسمية عبر رئيس نادي الفتح نفسه.
وإدارة النصر وجدت نفسها في مواجهة مباشرة مع جماهيرها بعد ثبوت فشل المشروع المزعوم، واضطرت على طريقة مكره أخاك لا بطل، للعوده للوراء، وإرجاع البرازيلي الذي تمت مخالصته اللاعب بيتروس، وإبعاد أحمد موسى في اللحظات الأخيرة، والذي يستحق أن يطلق عليه أكبر مقلب أجنبي عرفته الكرة السعودية، بشهادة النصراويين أنفسهم.
والضجيج الإعلامي النصراوي أيضاً، كاد يكون ضحيته المدرب العالمي روي فيتوريا، والذي كان قاب قوسين أو أدنى من الإبعاد لولا أنه كان متسلحاً بحماية الشرط الجزائي والذي جعل الإدارة النصراوية ومن يقف خلفها من الداعمين يضعون “بريك” قبل اتخاذ خطوة غير محسوبة تستنزف موارده المالية حتى وإن كانت مثل “الرز” هذه الأيام.