|


محمد الغامدي
يانصراويون.. أنتم تبالغون
2020-11-04
الآن تأكدت جازمًا بعد أحداث لقاء النصر والشباب أن عشاق النصر يبالغون في وصف الأحداث وتهويلها وتضخيمها، لدرجة أنك تتصور بعد اللقاء أن حدثًا جللاً وقع، وأن هناك كارثة حلت بالكرة السعودية أو سوء نية متعمد لخسارة الفريق أو أن ميزان العدل مال ورجح كفة على أخرى مع سبق الإصرار والترصد.
ويبدو أن هذه الجلبة في شبكات التواصل الاجتماعي والقنوات الرياضية التي غطت على سباق الرئاسة والانتخابات الأمريكية خلال اليومين الماضيين من النصراويين كانت لتبرير الهزيمة لا أقل ولا أكثر.
بصراحة مباراة النصر والشباب لم تخرج عن المألوف أو عكس التيار، وأحداثها سارت دقائقها طبيعية ولم يلمس خلالها المتابع وحتى المحايد أي شائبة أو خروج عن النص أو أخطاء غير طبيعية، حتى لو أجمع محللو التحكيم في مختلف القنوات أو تحدث المحايدون عكس ذلك، فكل ما هناك أن هناك ثلاثة حكام أحدهم يحمل صافرة والآخرين يحملان راية كما هو حال القابعين في أعلى مدرجات الملعب، يتابعون اللقطات عبر أجهزة الفيديو قاموا بواجبهم على أكمل وجه تابعوا ورصدوا وقرروا وانتهت مهمتهم وغادروا إلى منازلهم سالمين غانمين، وحتى أدلل على مصداقية كلامي فإن وزارة الرياضة أو اتحاد الكرة أو حتى لجنة الحكام لم تعلق أو تبدِ ردة فعل، وهو دليل يؤكد أن ما حدث لا يستحق حتى التعليق، فكيف يجرؤ الإعلام أو الجمهور على القول إن أطقم التحكيم ارتكبوا أحداثًا عكسية أو أنهم نحروا النصر كما يقول أحدهم، وأن الأخطاء التي ارتكبها طاقم التحكيم كانت كوارثية أو أنها متعمدة، ألم يعلم هؤلاء المصدرون للضجيج والشكاؤون الغاضبين أن الأخطاء جزء من اللعب وأن الحكام بشر وأن القرار يصدر في جزء من الثانية حتى بعد تقنية الفيديو!!
ويبدو أن النصراويين لم يتعظوا في تكرار مثل ردود الأفعال الغاضبة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فشاهدنا امتعاضاتهم وتذمرهم من أحداث مشابهة يرون أنفسهم أنهم مظلومون، ولعل شجبهم واستنكارهم لما حدث في لقاء الهلال الأخير لحادثة بسيطة سجلت ضد مجهول لمجرد سحب قميص مدافعهم عمر هوساوي في منطقة جزاء منافسهم، أو لقاء نهائي كأس ولي العهد مع الاتحاد مع طيب الذكر مارك كلاتنبيرج وتأكيدهم أن الهدف الاتحادي تسلل، وأن هناك ضربة جزاء لمصلحتهم لم تحتسب أو لقاء السوبر مع الشباب بقيادة فهد المرداسي، وعدم احتساب ضربتي جزاء وحالتي طرد، وغيرها من أحداث مرت على فريقهم طوال عقود، والنتيجة وكأن شيئًا لم يكن.