|


فهد عافت
احلِفْ بَسّ!
2020-11-07
- هناك أسئلة، هي ليست أسئلة في الحقيقة، وإنما آراء تبحث عن تأييد!. قبل أيام، سألني متابع كريم: برأيك لماذا”...” وذكر اسم فريق كروي ليُكمل: مظلوم تحكيميًّا، ومُضطهد إعلاميًّا، ولا يجد من يدافع عنه ويُنصفه؟!، هذا مثال بسيط على نوعية الأسئلة التي هي في حقيقتها ليست أسئلة!.
- والفكرة دائمًا تقوم على الإيمان والاعتقاد بفكرة ما، ثم عرضها وطرحها كفرضيّة مُسَلَّم بها ومُتّفق عليها، على هيئة سؤال!.
- بغض النظر عن طبيعة سؤال الأخ الكريم، وتوقيته وظرفه المُقَدَّر بالنسبة لي، إلا أن صياغة السؤال نفسه بهذه الطريقة، ذكّرتني بكثير من الأسئلة الإعلامية، المُستخدمة، إمّا بهدف كسب التأييد، أو لصناعة مزاج متقلّب وعصبي لدى الضيف بهدف كسب أكبر قدر من الضجيج!.
- الأمثلة كثيرة على هذه النوعيّة من الأسئلة الاستدراجيّة!. يقول لك أحدهم: برأيك ما أعظم رواية في العالم مدام بوفاري أم آنا كارينينا؟!. السائل فَرَزَ وقرّر واختار وحدّد!. كل ما عليك هو ضمّ صوتك إليه لصالح إحدى الروايتين!.
- قد يبدو هذا المثال بسيطًا ويسهل الانفلات منه، هذا صحيح، لكن العقليّة التي تُنتج مثل هذه الأسئلة يُمكن لها توريطك بأمور تسبب لك صداعًا وربما نزاعات أنت في غنى عنها، والأهم أنها قد لا تُعبّر عن حقيقة رأيك!.
- نفس هذه العقليّة، وبنفس الخطّة الاستدراجيّة، هي التي أوجدت السؤال الرياضي الشهير: من أفضل لاعب سعودي.. ماجد عبدالله أم سامي الجابر؟!. لقد تمّت الفرضيّة وانتهت كواقع يريد السائل إلزامك به!.
- الصحف وزّعت “ياما” على حِسّ هذا السؤال!. وأتذكّر: سبق لي أن سئُلت هذا السؤال مرّةً “بحذافيره”، وكان ردّي: “احلف بس إن هذا سؤال”!. وفي النشر، تمّ حذف السؤال والإجابة!.
- انتبه من أسئلة الاستدراج!. واعرف طبيعتها: سؤال مبني على فَرَضِيّة يقرّرها السائل ويعرضها كمُسَلَّمة من المُسَلّمات!.
- أنت حتى لو امتنعت عن الإجابة، أو وسّعت دائرتها، فإن السائل لن يخسر كثيرًا، يكفيه أنه ومن خلال التواصل معك مرّر ما يريد!.
- أظن أن أشهر مثال عالمي على مثل هذه الأسئلة: “هل ما زلت تضرب زوجتك”؟!.