|


منصور ناصر الصويان
المواهب.. ولماذا تتأخر؟
2020-11-09
في ظل الاهتمام المحدود من قِبل الأندية بالفئات السنية ما زالت الأندية السعودية تبحث عن الصيغة الصحيحة لاكتشاف المواهب، إذ إن الطريقة التقليدية للكشف عن المواهب هي التي ما زالت شائعة ومتبعة.
وبما أن الأكاديميات النموذجية “المعيارية” غير موجودة في الأندية السعودية، فإن ذلك يجعل من الصعب بالفعل على اللاعبين الصغار والشباب الوصول إلى القمة، فهل يلزم اتباع نهج مختلف للكشف عن المواهب الحقيقية؛ لضمان عدم تسرب المواهب من كرة القدم؟ إن استكشاف لاعبي كرة القدم من سن السادسة وحتى سن الثانية عشرة أمر ليس بالسهل ويحتاج إلى الخلفية العلمية والتأهيل المهني وإلى المزيد من الخبرات الطويلة مع اللاعبين الصغار إضافةً إلى بيئة العمل المناسبة.
يوضح أحد البيانات المنشورة أنه يوجد “12500” لاعب في نظام الأكاديميات الإنجليزية، لكن 0.5 في المئة فقط من الأطفال تحت سن التاسعة في الأندية الكبرى من المحتمل أن يصلوا إلى الفريق الأول. وفي السياق ذاته هناك آراء تفيد بأن معدل التسرب في كرة القدم يشبه الرياضات الأخرى في اللاعبين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و16 عامًا على الرغم من الشعبية الطاغية التي تتمتع بها كرة القدم. هناك العديد من التساؤلات التي تقفز إلى الذهن وقد لا تجد الإجابة المنطقية ومن أهمها: كم من المواهب نفقدها في ظل عدم وجود المنهجية العلمية في اكتشاف وتطوير الصغار؟ ولماذا نفقد الكثير من اللاعبين الموهوبين خلال عمليات التدريب في مراكز التدريب “الأكاديميات”؟ ولماذا يتسرب الكثير من لاعبي كرة القدم في العصر الحالي بسرعة على الرغم من أنهم يميلون إلى صنع الأمجاد الشخصية أسوةٌ بالنجوم؟ وهل هناك اعتقاد دائم حول كرة القدم مفاده أنها لعبة سهلة؟ أم هذا يعني أن فرق الناشئين والشباب في كرة القدم الحديثة أصبحت ضعيفة في جوهرها ولا يحمل اللاعبون الصلابة النفسية والحضور الذهني؟ أم أنه على الجانب الآخر هناك الكثير من الضعف في التعامل مع أكاديميات ومراكز التدريب وكيفية إدارتها، وهو ما أسهم في شح مخرجاتها وتأخر وصول المواهب إلى درجة التطوير المناسبة وأخذ الفرص في المستويات الأعلى.
الكثير والكثير من الأسئلة المتنوعة تجعلنا نتساءل حول دور الأكاديميات “إن جاز لنا التعبير بالتسمية” أو مراكز التدريب على المستوى المحلي والتي تحتاج إلى الكثير من العمل من خلال إعادة النظر في معاييرها ومستوياتها ومسمياتها ومؤهلات العاملين بها، وهذا لا يتأتى إلّا عن طريق مشروع وطني كبير ينظم عملها ويرتقي بالمنظومة ككل بناءً على دراسة الوضع القائم وتحليله واستشراف المستقبل وتعيين الفرص.