|


منصور ناصر الصويان
الموهبة.. الرياضة أم التعليم؟
2020-11-15
في الرياضة لا تخلو حياة الموهوبين من التحديات، وسألقي الضوء خلال هذه الأسطر القليلة على أبرز وأهم تحدٍّ يمكن أن يواجهه الموهوبون الرياضيون على مستوى النخبة، الذين ما زالوا في مراحل التعليم العام، وسأحاول كذلك تقديم بعض الحلول التي يمكن أن تساعدهم للتغلب على هذه التحديات.
هناك تحدٍ مبكر ومزدوج يواجه هؤلاء الطلاب الرياضيين، وهو تحدٍ “دراسي ورياضي”، حيث يجب على الطلاب الالتزام بالتعليمات المدرسية والتعليمية، في حين يجب عليهم أيضًا الالتزام بالتعليمات الخاصة برياضتهم ومدربيهم، وفي الوقت ذاته يقع عليهم مسؤولية الموازنة المزدوجة بين الجانبين الدراسي والرياضي في المراحل الأولية لحياتهم كموهوبين ومميزين.
وكلما تقدموا في السن وأصبحوا أكثر نضجًا، كلما اضطروا إلى اتخاذ قراراتٍ جديدة، كبيرة كانت أم صغيرة؟ حول ما يجب تحديده حسب الأولوية وبما يتناسب مع المرحلة التي يعيشونها. ويبقى السؤال الكبير الذي يواجه هؤلاء الموهوبين هو: الرياضة أم التعليم؟ وهذا السؤال بالتحديد هو أكبر من أن تستوعبه قدراتهم أو أن تنجح معه قراراتهم دون دعم من أطرافٍ أخرى.
وحتى لا نجعل الطلاب يصلون إلى النقطة التي يضحون فيها تمامًا بواحدٍ من الخيارين دون الآخر، فإنه من الأفضل إيجاد طريقة لدعمهم في إدارة هذين الخيارين المهمين من حياتهم. هناك العديد من الأطراف الفاعلة المختلفة التي يمكن التواصل معها لدعم الطلاب الرياضيين، بالإضافة إلى تحديد أهم العناصر المرتبطة بحالة الطلاب وتحديد أولوياتها. يجب أن يفهم الجميع “الآباء، المعلمون، المدربون” على حدٍ سواء، بأن هؤلاء النخبة يحتاجون لتضافر الجهود، لتخطي هذه العتبة الهامة في حياتهم. العديد من الدراسات أكدت أن الرياضيين الذين حققوا نجاحًا باهرًا في المستويات العليا هم الذين تلقوا دعمًا كبيرًا من الآباء في مراحل التدريب الأولى من حياتهم، لذا يحتاج الآباء إلى التنسيق مع المدرسة بحالات الغياب القادمة من المدرسة، والاتصال بالمعلمين لتنظيم المواد اللازمة للدراسة في المنزل، والتأكد من عدم تفويت المواعيد النهائية للاختبارات والواجبات. كما يجب على الآباء التواصل المستمر مع مدربي أبنائهم فيما يتعلق بتحديد دورات التدريب والمنافسات، وبرمجتها بما يتناسب مع المواعيد الدراسية الهامة. في بعض الأحيان وعندما يجد هؤلاء الرياضيون الدعم اللازم من البيت والمدرسة والتدريب “الأكاديمية، النادي” يمكنهم التوفيق والمواءمة بين الجوانب التعليمية والرياضية، ولكن في أحيانٍ أخرى يجب اتخاذ القرار الحاسم إما دراسيًّا أو رياضيًّا. في الأكاديميات ذات الجودة العالية والمعايير الخاصة تحديدًا في الدول المتقدمة رياضيًّا لا يواجه أولئك الطلاب تحديًا مثل هذا، لأن تلك الأكاديميات في الغالب توفر الخيارين التعليم والتدريب.