|


سعد المهدي
كم في المنتخب من مظاليم
2020-11-17
حكايات المنتخب السيئة تتوزع على اللاعبين دون تدقيق ولا عدل، مع تقادم السنين تصبح الخرافة حقيقة، منذ عاصفة العقوبات سنة 1970م على خلفية أحداث دورة الخليج الأولى، أودعت في صندوق الذكريات قصصًا بأجنحة تحوم حول الحقيقة بلا أرجل تقف عليها، لم تنتهِ الوقائع ولم تتوقف المغامرات، لكن الإشارة إليها كان انتقائيًّا، بعض النجوم عاش مرحلته في حصانة، دفع عنه منحوسون ضريبة الانضباط، وبعضهم صنع لهم الجمهور قداسة فكان أول من خاف المساس بها.
كانت ولا تزال وستظل كواليس وأسرار المعسكرات والنجوم، أكثر بؤر انتشار الشائعات، ونسج القصص الكاذبة أو نصف الحقيقة، تبدأ باختلاف الجمهور والإعلام على القائمة التي يختارها المدرب، وتنتقل معها مماحكات الجمهور والإعلام إلى المعسكر وغرف تبديل الملابس، قصص إن لم تحدث اخترعوها، وإن خصت عمموها، خيرها لمن يريدون وضررها يتقاسمه من على هامش العاطفة، وفي آخر طابور العشق لاعبون يستخدمونهم “دوبلير” لأداء المهام الصعبة والخطرة نيابة عن غيرهم.
هي كذلك محطات الزمن بما فيه المسمى “الجميل”، تشهد الخلاف والاختلاف، عاش في رغدها من علا سهمه، وكيد لمن ساء حظه، كل جيل يسخر ممن قبله ويقاوم من بعده، جيل الذهب الذي صنع البداية لم يكن ذهبيًّا، إلا بعد أن أذاقنا مرارة الخسائر والخذلان، وبين هذا الجيل وجيل اليوم من عاش على إنجاز ونجومية الآخر، وكطبيعة التحولات جيل “الجسر” يخسر في البداية والنهاية، وهو ما يعزز العودة إلى ما قبله، إلى الماضي الأبعد الذي يسمح بتأليف الأساطير، ليتلهى بحكايات الأمس أعداء اليوم.
المنتخب ليس النادي لكنه يلهب المشاعر في حالات تجلي وطنية، النادي حالة التصاق لا يقطعها إلا مشهد القميص الأخضر المشترك، يتحرك داخله كل اللاعبين الذين أحببناهم على الدوام، أو كرهناهم يومًا، لكنّ هناك أمرًا سيئًا نحن نفصل بين المنتخب الذي نريده أن ينتصر، وعناصر المنتخب الذين يتم اختيارهم، يحضر النادي في المشهد فنضيق بغير عناصره، نزعم أننا نريد مصلحة المنتخب لكننا نفشل في تمرير هذه الكذبة، فنحن نطالب مثلاً بضم لاعبنا للمنتخب نفسه الذي نطالب نادينا، بألا نراه في الفريق.
هل تصدقون أنه سيذكر غيرنا يومًا أن جيلاً عظيمًا، أعاد المنتخب إلى المونديال، وأن ذلك كان في موسكو 2018م، وقتها قد يكون كرهًا أو مقاومة لمد جيل جديد. فهل يعيد التاريخ نفسه؟