|


منصور ناصر الصويان
الملف الشخصي للاعب
2020-11-22
شهدت الرياضة تطورًا مذهلًا على جميع الصُعد وكان التركيز الحقيقي على تطوير إستراتيجيات مبتكرة لتحديد المواهب وتطويرها ومن ثم دعمها للعب في المستويات المحترفة. هذا بدوره أدى لظهور مفهوم يسمى “الملف الشخصي المحتمل للاعب” وهو نهج علمي متكامل وعملي في الوقت ذاته لتحديد المواهب وتطويرها للمنافسة في الرياضة عالية الأداء.
ومما لا جدال فيه أن المحددات البدنية ودرجة توافرها ضرورية للنجاح في أي رياضة عالية الأداء، إلا أن هذا وحده لا يكفي، لأن المنافسة على أعلى مستوى تعتمد على المزج الأمثل بين العوامل الذهنية والمهارية والتكتيكية والنفسية وغيرها، إضافة إلى توافر المقومات والعوامل المادية الضرورية. لذا يلجأ المدربون ومكتشفو المواهب إلى العديد من المؤشرات التي قد تحدد إمكانات أداء اللاعب أو ما يسمى بعوامل الأداء المحتملة كالقدرات البدنية، الصفات الشخصية، مهارات اللعب، قدرات الأداء، الوراثة “أو التركيب الجيني”، الاشتراطات البيئية “البيئة، الأسرة، الثقافة” والتي يحتاج المدرب تحديدًا وجميع الأجهزة المساندة إلى معرفتها وتحديدها.
ومن هذا المنطلق نشأ مفهوم الملف الشخصي المحتمل للاعب ومن خلال الحاجة إلى تزويد العاملين مع الفريق والمهتمين بطريقة بسيطة وعملية لتقييم اللاعبين الموهوبين باستخدام نهج متكامل متعدد التخصصات. كما نشأ أيضًا من الحاجة إلى تزويد مجالس الإدارة والرؤساء التنفيذيين ووكلاء اللاعبين والمديرين الرياضيين في فرق كرة القدم المحترفة بمقياس تصنيف بسيط وسهل الفهم وشامل لمساعدتهم على تحديد اللاعبين الذين يجب الاهتمام والاحتفاظ بهم أو اللاعبين الذين يمكن جلبهم والتعاقد معهم.
إن تطوير ملف اللاعب والتعرف على إمكاناته يعتمدان على قواعد أساسية منها: يمكن تطوير نهج متكامل متعدد التخصصات وعملي لتحديد هوية الموهبة وتحسينها والاحتفاظ بها للرياضة عالية الأداء. كما يمكن اختبار وتقييم وتحليل مؤشرات لأداء اللاعب باستخدام بروتوكولات اختبار صالحة وذات صدق وثبات وموضوعية. وأخيرًا يمكن تبسيط نتائج تلك الاختبارات إلى تنسيق بسيط وسهل الفهم لمديري الرياضة والأجهزة التدريبية الفنية والموظفين ذوي المسؤولية ومسؤولي الرياضة الذين لا يمتلكون الخبرة العلمية والفنية الكافية في علوم الرياضة والحركة وذلك لمساعدتهم على اتخاذ قرارات أفضل في خيارات اللاعبين.
إن تطوير الملف الشخصي لإمكانات اللاعب لا يتم إلا بالشراكة مع خبراء التدريب وعلوم الرياضة والطب الرياضي ومدربي اللياقة واختصاصيي علم النفس الرياضي وغيرهم في كل فريق وهو مقياس حقيقي متعدد التخصصات يركز على الأداء حسب إمكانات اللاعب الحقيقية.
في ظل الحراك الذي تشهده رياضتنا والتطلعات الكبيرة إلى الإنجازات فإن الحاجة أصبحت ملحة من أي وقتٍ مضى لوجود هذا الملف وبالذات لرياضيي النخبة على الأقل.