|


المدرب الفرنسي يكشف عن بكاء اللاعبين بعد إقالته من الهلال

كومبواريه: هلاليون ودعوني بالدموع

حوار: عبد المحسن القباني 2020.11.23 | 02:08 am

استقبل الفرنسي أنطوان كومبواريه، مدرب فريق الهلال الأول لكرة القدم سابقًا، والمقال في موسم 2012ـ2013، طلب “الرياضية” بإجراء حوار معه أثناء تمتعه بقضاء الإجازة مع زوجته في جزيرة تاهيتي في المحيط الهادئ. وعند بدء الحوار طلب تذكيره بنتيجة مباراتيه أمام النصر، لنقتص نصف دقيقة لتذكيره بفوزه في الدور الأول 3ـ1، ما أدى إلى إقالة الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا، وخسارته بهدف محمد السهلاوي في الدور الثاني لتكون سببًا في الاستغناء عنه. وما إن سلك طريق الذكريات حتى فتح قلبه واسترجع ذكرياته. وكان أول لاعب طرأ عليه ذلك الظهير الأيسر السريع، ثم تذكر اسمه “ياسر الشهراني” ثم ذكر البقية تباعًا.. محمد الشلهوب وعبد الله الزوري، وصاحب الشخصية القوية كما وصفه ياسر القحطاني.



كانت مباراتك الأخيرة مع الهلال أمام النصر وبعدها أقالتك الإدارة.. هل تتذكر التفاصيل وآخر مؤتمر صحافي؟
لا أتذكر أن مباراتي الأخيرة كانت مع النصر، ولكنك جعلتني الآن أتذكر المباراة وتفاصيلها، حيث كانت في متناولنا وسنحت لنا العديد من الفرص التي لم نستثمرها بالتسجيل، خلافًا لفرص النصر القليلة وسجل منها هدفًا وحيدًا.
نعم نعم.. تذكرت ذلك المؤتمر الصحافي الذي كان فيه سائل غاضب بسبب النتيجة، كنت هادئًا ولم أغب عن أي مؤتمر صحافي طوال مسيرتي مهما كانت النتيجة، وهذه من مهام عملي واحترافيتي. وأتذكر حينما أقالوني كنا في المركز الثاني، وربما كان المتصدر يبعد عنا نقطتين فقط. أتذكر في اليوم الثاني جاء إلي الأمير نواف، نائب الرئيس حينها، في التدريبات وأبلغني بقرار مجلس الإدارة بالإقالة.
حينما ودعت اللاعبين انهمرت دموع 5 أو 6 لاعبين لن أذكر لك أسماءهم، وحضنوني بقوة، فيما طأطأ آخرون رؤوسهم. ولم أعش مثل هذا الموقف من قبل طوال حياتي الرياضية، ولا أزال أتابع نتائج الهلال لأنني أحببت النادي.



ما نوعية الديربي الذي كان بين الهلال والنصر مقارنة ببقية تجاربك لاعبًا ومدربًا؟
كنت أشعر بحماس اللاعبين للديربي، كما كنت أشعر بذلك حينما كنت لاعبًا، خاصة عندما تكون المباراة بين باريس سان جيرمان ومارسيليا، كنّا نشعر بالضغط. كانت جدية التمارين في الهلال ترتفع وكان تركيز اللاعبين مختلفًا في الاستعداد للديربي مقارنة ببقية المباريات. كان لدينا لاعبون ممتازون مثل محمد الشلهوب وياسر الشهراني وعبد الله الزوري، وياسر القحطاني الذي يمتلك شخصية قوية، وكان يوجه اللاعبين للفوز بخطابه القوي، وكان اللاعبون متفقين على ألا يخسروا المباراة. كنا فريقًا ممتازًا في الدفاع وكذلك في الهجوم، وكانت لدي ثقة بفريقي، ولا أحد يعرف ماذا ستكون نتيجة المباراة.



هل كنت ضحية لخسارة الديربي؟
لا إطلاقًا، أنا لست ضحية لأي شيء، فكرتي عن مهنة التدريب هي أننا محظوظون بها، وأنا محظوظ بتدريب فريق كبير كالهلال، وكان لدي أفضل اللاعبين. استمتعنا بحياة جيدة وربحت أموالًا كثيرة.
هذه قاعدة المهنة، وتعلمت حينما كنت متصدرًا الدوري الفرنسي مع باريس سان جيرمان وأقالوني. ماذا بوسعي فعله؟ لا شيء.
يجب أن تكون مستعدًا ويجب أن تكون قويًا وتفوز بالمباريات، مستقبلك يحدده رئيس النادي والإدارة.
في وقت لاحق شعرت أن الديربي كان السبب عند إدارة النادي، كنا قريبين من المتصدر ومباراة واحدة لاحقة ربما تمكننا من الصدارة. عمومًا من السهل قول كل ذلك الآن.



هل كنت قلقًا من وجود مدرب يعمل في داخل النادي ومؤهل لقيادة الفريق وهو الكرواتي زلاتكو داليتش الذي كان يدرب الفريق الأولمبي في ذلك الموسم؟
لا لم أكن قلقًا، يجب أن تفهم شيئًا: أنا مدرب منذ 20 عامًا، وأتقبل القرارات وأن أكون قويًا وأفوز بالمباريات، إن قرروا إقالتي فهذا يعني أنهم وجدوا حلًا آخر، وهنا عليك أن تراقب إن حقق المدرب البديل نتائج جيدة فهذا يعني أنه كان قرارًا جيدًا. نعم أملك قرار ماذا أفعل في أرض الملعب، ولكن لا أملك أي قرار بعد ذلك إذا أقالوني.



لماذا لا نرى رواجًا للمدربين الفرنسيين في الكرة السعودية؟
لأنه لا يوجد لدينا وكلاء أقوياء، أنا مثلًا لا يوجد لدي وكيل، ولا أحد يقدم اسمي للأندية. وكذلك ألوم مجتمع المدربين الفرنسيين، لأننا لسنا متحدين، نحن لسنا أقوياء في تنظيم أنفسنا، كما ألوم الاتحاد الفرنسي لكرة القدم الذي لا يعمل شيئًا لترويج المدربين الفرنسيين، كما تفعل اتحادات كرة قدم في دول أخرى.



المدربون الفرنسيون هل يناسبون نوعية كرة القدم في المنطقة وثقافتها؟
فرنسا لديها مدربون ممتازون، أعطيك أمثلة: ديشامب هو بطل كأس العالم، وزيدان حقق سلسلة من البطولات مع ريال مدريد، وآرسن فينجر له بصمته في عالم التدريب، وهناك آخرون أضافوا لكرة القدم.



لكن هناك من يرى أن الفرنسيين لا يتأقلمون بسرعة وأنهم صارمون وغير مرنين؟
هناك من يعمم بناءً على تجربة وحيدة وأشعر بذلك أحيانًا، وهذا خطأ. حينما تريد العمل فعليك أن تتحلى بمبادئ. في تجربتي مثلًا كمدرب فرنسي في السعودية، حاول أن تسأل اللاعبين، اسأل ياسر والشلهوب والزوري والآخرين عن كيف كنت أعد الفريق، وكيف كانت روحه عالية ونفوز بالمباريات، وكيف تعاملت مع عقلية فريق الهلال المتطلعة للفوز.



تعاقدت أندية سعودية مع لاعبين دربتهم في الدوري الفرنسي مثل نعيم السليتي وخوليو تفاريس ورومان أمالفيتانو.. كيف ترى تجربتهم؟
هم لاعبون جيدون، سألوني عن السعودية وشجعتهم على القبول. نعيم لاعب مهاري وممتاز، وتفاريس مهاجم قوي، لديهما المستوى الذي يسمح لهما باللعب في السعودية، كانا معي في ديجون وهو ليس بفريق كبير في الدوري الفرنسي، وقدره أن يصارع على البقاء في كل موسم، ولو أخذت الأندية السعودية لاعبين من أندية القمة مثل ليون أو رين سيجدون لاعبين أكثر تميزًا. التجربة في السعودية بالنسبة لهم ثرية وسينجحون في السعودية بكل تأكيد.