|


عدنان جستنية
من قيادة السيارة إلى دوري للنساء
2020-11-25
كنا كإعلام سعودي مهتم بالكتابة أو الحديث عن هموم الوطن والمواطن، ترتعش أيادينا وتتخافت أصواتنا عندما نتناول موضوعًا يخص “النصف الآخر” المرأة السعودية، أملاً بأن يكون لها حضور وتواجد في مجتمع هي جزء رئيس منه، حيث “نشيل” هم الرقيب وعيون “تترصد” لكلمة قد تؤدي بنا إلى “التهلكة”، فنخاف من طرح رأي السماح لها بقيادة السيارة، إذ نجد من يصفه بـ”الجريمة” ويتبعه بكلمات وعظ وإرشاد تحث على تقوى الله والتوبة إليه.
- قبل ربع قرن كانت لي بجريدة المدينة حوارات صحفية تنشر بعنوان “تجارب في حياة المشاهير”، ومن بين الأسئلة التي أطرحها سؤال: “ما رأيك في قيادة المرأة للسيارة”؟ فيأتي رد بعضهم “متحفظاً” وآخر “مؤيداً”، وفي كلتا الحالتين “لا أسلم” من الملامة وممن يقول: “هل ترضى أن تقود السيارة أمك أو أختك؟ اتق الله وعد إلى رشدك هداك الله”.
- كنا كإعلام رياضي “الويل والثبور وعظائم الأمور” لنا لو تطرقنا عن تواجد الفتيات السعوديات في مدرجات الملعب كـ”مشجعات”، أو لمحنا بمشاركات تفرض فيها الهيئات الرياضية الدولية وجودهن كـ”شرط” إلزامي في المنافسات الرياضية، فتجد ردة الفعل تتراوح ما بين شجب واستنكار ونفي قاطع لكل ما تم تداوله مع “بيانات” تحذير من هذا الفكر الذي يقود المرأة السعودية إلى الانحراف والضلال.
- هكذا كنا.. أما اليوم فقد تغير الحال وما كنا نطالب به كإعلام ولو كان على “استحياء” بات حقيقة، فهذه المرأة السعودية تقود السيارة وتقود المجتمع في مجالات عديدة وميادين مختلفة، وهاهي تشارك الرجل مسؤوليته “الوطنية” وأصبح لها وجودها “المشرف” في المحافل الدولية كطالبة علم أو مسؤولة وصلت لمرتبة وزير ووكيل وزارة، مقدمة نفسها في المسابقات الرياضية بصورة “مشرفة” لا فرق بينها وبين المجتمع الذكوري، وهي اليوم أصبح لها “دوري” في كرة القدم انطلق الأسبوع الماضي.
- خلاصة الكلام.. بعد هذا التغير “الجذري” في مجتمعنا وفي حياة “النصف الآخر”.. هل لاحظنا أي تأثير سلبي حينما قادت المرأة السعودية السيارة؟ وهل تواجدها بالملاعب ومشاركتها رياضياً بكافة أنواعها أساء لها في عفتها وكرامتها وقيمتها كإنسانة بين “أشقائها” من الرجال؟
- ختاماً، من حقك يا “موطني” بقيادة الملك سلمان وولي عهد أمير الإصلاح والتغيير محمد بن سلمان أن “تفخر” بنصف آخر لمجتمعنا “اكتمل”، بحقوق حافظت فيه المرأة السعودية على دينها ودافعت عنه بعزة وشموخ، وأثبتت أنها على قدر وحجم “الثقة” التي وضعت فيها ربة بيت ومسؤولة وقائدة مشاركة “نصفها الآخر” عجلة تطور وتنمية شاملة، نحو رؤية بعيدة الأفق والمدى.