|


هيا الغامدي
تعلموا «الأخلاق» لتحققوا البطولات
2020-11-26
كرة القدم أخلاق وفروسية، وجدت لتحقيق الحب والسلام بين الشعوب، وإزالة الحواجز الزمنية والفكرية والنفسية والمسافات بين الأوطان والثقافات، الكرة أخلاق قبل كل شيء، وهذه الثقافة التي يصدرها الملعب لمن هم خارجه الصغير والكبير الجاهل والمتعلم المرأة والشيخ.. ويجب أن يكونوا قدوة لمن يتابع ويتفاعل ويقلد..
الأجواء المشحونة من بعضهم بديربي الرياض بين الهلال والنصر غير مبررة.. فما بالك بنهائي يجمعهما ولا نريد تكرار تلك التصرفات والثقافة تُصدر عن مشهدنا الكروي المحلي، والتي لا تنم عن خلق رياضي سليم ولا تقبل للهزيمة باعتبارها واقعًا لكرة القدم التي بها فوز وخسارة وتعادل..
تصرفات غير مسؤولة ولا مبررة من بعضهم، يتقدمهم محترف النصر “بيتروس” وعدم تقبل للهزيمة بروح رياضية للمغربي “أمرابط”.. إلخ.. هؤلاء وغيرهم ممن يتقن ثقافة الضجيج وخلق أجواء التوتر بملاعبنا بحاجة “لضبط إداري” مادي/ معنوي/ تربوي، حتى لا يتكرر.
هنا نؤكد على الإعداد النفسي للمباريات، والذي يقوم على ثلاثة محاور أساسية: الجانب “الذهني” التعامل بالعقل، “الروحي” القيم والمبادئ، و”النفسي” ضبط الانفعالات والمشاعر.. الحالة النفسية تلعب دورًا مهمًّا وأساسيًّا بإعداد اللاعب وتجهيزه للمباريات، وهي عملية مركبة لها أهميتها بتحسين الحالة المزاجية للاعب أو تدهوره وهبوط مستواه، ويتوقف عليها نجاحه وفشله بالمباريات..
كرة القدم عملية معقدة فيها التوترات والضغوط والانفعالات، لذا فإن التحضير النفسي مهم كالفني والذهني.. الإداري الناجح لا يقل دوره عن دور المدرب الكفء، فعملهما مرتبط وتكاملي ومتواز لسير العملية الكروية إلى بر الأمان، تحقيق البطولات عملية أشبه بتفاعل المكونات الكيميائية مع بعضها لتحقيق النجاح، “ثقافة البطولات” مدرب قدير إداري محنك كاريزما، بحيث لا يختل أي عنصر، لتحقيق الصفات النفسية التي تعتبر من مكونات لاعب كرة القدم، كالحالة المزاجية والمظاهر الانفعالية والقدرة العالية على التنافس.. الإداري الناجح دوره التربوي لا يقل عن دور المدرب الفني والتكتيكي بالمباريات الكبيرة والمهمة/مباريات الكؤوس، بإبعاد اللاعبين عن الشحن والتوتر..
الإدارة المحترفة المثالية سر من أسرار تحقيق البطولات، ولها دور بتجهيز اللاعبين معنويًّا وتدريبهم على تقبل الهزيمة كالفوز بروح رياضية وأخلاق عالية، غالبًا الفرق التي تنجح إدارتها بذلك هي من تحقق البطولات ، لكن هناك من الإدارات من تحتاج “لضبط” نفسها وانفعالاتها أولاً مع الحكام/ الخصوم.. إلخ، وبالتالي هي بعيدة عن تحقيق البطولات.