مشكلة بعض من يمارسون النقد أنهم يفتقدون فن العرض، ويقولون ما قد يكون صحيحاً بطريقة خاطئة، فيبدو نقدهم المفيد تجريحاً أو محاولة تدمير.
أنا لا أتحدث عن نقاد الفن والأدب أو الرياضة فقط، بل عن كل من يدلي بنصيحة أو يحلل حالة ويعلق عليها، وأكاد أجزم أن فن النقد رغم أني لست ناقداً ولست ملماً بفنونه وشروطه، إلا أن طريقة إيصاله الصحيحة شرط لا يتجزأ منه، لكي يصل، وأظن أن الناس بطبيعتها تتقبل النقد مهما كان سلبياً إذا ما جاء بلغة مسالمة أو على الأقل غير جارحة، كما أنه إذا ما جاء بلغة ودودة فعلى الأغلب بأنه سيسكن العقل والقلب معاً.
يحكي لي أحد الآباء حكايته في تربية أبنائه، ويقول إنه يقول لهم ما كان والده يقوله له عندما كان صغيراً، الفارق بينه وبين والده أن والده كان يوجه نصائحه دائماً بغضب وانفعال مخيف، وهذا ما جعله يخافه دون الانتباه لفائدة النصائح، وهو ما صنع فجوة بينه وبين أبيه سنوات طويلة، بينما هو الآن يوجه لأبنائه النقد والنصائح بطريقة هادئة رغم جديتها، وهذا ما أوصل رسائله رغم أنها تشبه نقد ونصائح والده، لكن الاختلاف كان في الطريقة، حتى الخلافات الكبيرة التي بين الزوج والزوجة تبدأ عادة صغيرة لكن فقدها لفنّي النقاش والنقد أوصلها إلى حجمها الكبير، وقد نجد أن الكثير من حالات الطلاق كانت لأسباب ضعيفة لأنها افتقدت هذا الفن المهم.
أتذكر في بداياتي الإذاعية عندما كنت أقرأ أبيات الشعر التي كنت أقطفها من مجلات الشعر، كنت دائماً أحاول ربط تلك الأبيات بأغان تناسب معناها، وكنت سعيداً قانعاً بإلقائي للأبيات، بصراحة كنت أظن بأنني فنان في فن الإلقاء، حتى قرأت عدة أسطر كتبها الراحل محمد الكثيري، وأذكر أنه وجه لي نقداً مغلفاً بأوراق من الورد، وقال فيما معناه إنني أحسن اختيار الأبيات بصورة ممتازة، كما أنني ألقيها بصورة جيدة، لكنني أخفض من صوتي في الكلمة الأخيرة من البيت الأخير الذي يسبق ظهور الأغنية، فلا يتضح معناها، وهذا ما يؤثر على النتيجة النهائية، ثم ختم تلك الأسطر القليلة بكلمات مودة طالباً مني أن أرفع صوتي عند الكلمة الأخيرة في بيت الشعر، ومنذ ذلك الوقت وأنا ملتزم بما وجهه لي، كما أنه رحمه الله كسب محبتي الدائمة، بالمناسبة، عدم وضوح الكلمة الأخيرة من بيت الشعر الذي كان يسبق الأغنية يعتبر إذاعياً فعلاً كارثياً.
أنا لا أتحدث عن نقاد الفن والأدب أو الرياضة فقط، بل عن كل من يدلي بنصيحة أو يحلل حالة ويعلق عليها، وأكاد أجزم أن فن النقد رغم أني لست ناقداً ولست ملماً بفنونه وشروطه، إلا أن طريقة إيصاله الصحيحة شرط لا يتجزأ منه، لكي يصل، وأظن أن الناس بطبيعتها تتقبل النقد مهما كان سلبياً إذا ما جاء بلغة مسالمة أو على الأقل غير جارحة، كما أنه إذا ما جاء بلغة ودودة فعلى الأغلب بأنه سيسكن العقل والقلب معاً.
يحكي لي أحد الآباء حكايته في تربية أبنائه، ويقول إنه يقول لهم ما كان والده يقوله له عندما كان صغيراً، الفارق بينه وبين والده أن والده كان يوجه نصائحه دائماً بغضب وانفعال مخيف، وهذا ما جعله يخافه دون الانتباه لفائدة النصائح، وهو ما صنع فجوة بينه وبين أبيه سنوات طويلة، بينما هو الآن يوجه لأبنائه النقد والنصائح بطريقة هادئة رغم جديتها، وهذا ما أوصل رسائله رغم أنها تشبه نقد ونصائح والده، لكن الاختلاف كان في الطريقة، حتى الخلافات الكبيرة التي بين الزوج والزوجة تبدأ عادة صغيرة لكن فقدها لفنّي النقاش والنقد أوصلها إلى حجمها الكبير، وقد نجد أن الكثير من حالات الطلاق كانت لأسباب ضعيفة لأنها افتقدت هذا الفن المهم.
أتذكر في بداياتي الإذاعية عندما كنت أقرأ أبيات الشعر التي كنت أقطفها من مجلات الشعر، كنت دائماً أحاول ربط تلك الأبيات بأغان تناسب معناها، وكنت سعيداً قانعاً بإلقائي للأبيات، بصراحة كنت أظن بأنني فنان في فن الإلقاء، حتى قرأت عدة أسطر كتبها الراحل محمد الكثيري، وأذكر أنه وجه لي نقداً مغلفاً بأوراق من الورد، وقال فيما معناه إنني أحسن اختيار الأبيات بصورة ممتازة، كما أنني ألقيها بصورة جيدة، لكنني أخفض من صوتي في الكلمة الأخيرة من البيت الأخير الذي يسبق ظهور الأغنية، فلا يتضح معناها، وهذا ما يؤثر على النتيجة النهائية، ثم ختم تلك الأسطر القليلة بكلمات مودة طالباً مني أن أرفع صوتي عند الكلمة الأخيرة في بيت الشعر، ومنذ ذلك الوقت وأنا ملتزم بما وجهه لي، كما أنه رحمه الله كسب محبتي الدائمة، بالمناسبة، عدم وضوح الكلمة الأخيرة من بيت الشعر الذي كان يسبق الأغنية يعتبر إذاعياً فعلاً كارثياً.