|


د. حافظ المدلج
مارادونا
2020-11-28
في عالم الرياضة بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص، تختلف وجهات النظر حول الأفضلية التي يحكمها الميول والعاطفة، فيندر أن يتفق الجمهور حول نجم واحد مهما بلغ من الإبداع والانجاز، إلا أن هناك شبه إجماع على أن أفضل من أنجبته الملاعب هو “مارادونا”.
لقد جاء إلى نادي “نابولي” وليس في تاريخه ما يشفع له بمنافسة كبار إيطاليا، ولم يكن بالفريق نجم غيره فحمل النادي على أكتافه ليسيطر على الكرة الإيطالية ويتسيد الكرة الأوروبية في إنجاز يستحيل تكراره، ولذلك كان ولا يزال وسيبقى أيقونة “نابولي” الوحيدة، وبعد ثلاثة عقود من مغادرة النادي جاء الوفاء له يوم وفاته بتسمية استاد المدينة باسم “مارادونا”.
لم يكتف النجم الخارق بحمل النادي على كتفيه بل قرر عام 1986 أن يحقق كأس العالم وحيداً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فكرة القدم اللعبة الجماعية التي نعرفها قام بتغيير قواعدها لتصبح بقدرته ومهارته لعبة فردية يستطيع النجم الاستثنائي أن يتحكم في مسارها، ليتمكن من خطف كأس العالم بطريقة مبهرة مع منتخب يقوده نجم واحد فصارت كأس “مارادونا”.
ولأنه النجم الأوحد فقد شاعت قصص مختلفة عن نهايته في الملاعب بين من يربطها بمؤامرة أسقطته في شباك المنشطات وبين من يلقي باللائمة عليه، وأيًّا كانت الحقيقة فقد كانت نهاية حزينة لنجم ملأ الملاعب إبداعاً وفناً لم يقدمه غيره من النجوم على مرّ التاريخ، فقد كانت حياته خارج الملاعب مشوهة، إلا أنها لم تؤثر على مكانته في قلوب من عشقوا “مارادونا”.

تغريدة tweet:
ولم يكتف عام 2020 بما حمله لنا من مصائب أبرزها جائحة “كورونا”، إلا أنه حمل للعالم خبر وفاة النجم الأفضل بالتاريخ “مارادونا” عن عمر 60 عاماً كانت بعضها مليئة بالسحر الكروي الذي سيبقى خالداً عبر الزمان، والمجال لا يكفي لسرد بعض الآراء التي عبرت عن حزنها وتعظيمها للنجم الراحل، لكنه الإجماع على أنه نجم لن تجود كرة القدم بمثله حتى يتمكن نجم آخر من تحويل كرة القدم إلى لعبة فردية يحقق فيها الإنجازات الخارقة، دون الحاجة لفريق مدجج بالنجوم، ولذلك سيبقى “مارادونا” أعظم وأفضل وأمهر من داعب كرة القدم في كل الأزمنة والعصور دون منازع، وعلى منصات وداع الأساطير نلتقي..