|


فهد عافت
تَقَدَّم!
2020-12-06
- عندما تبدأ في أي مجال، خذها مني:
في كل مجال، فنّي، أدبي، علمي، رياضي، وظيفي، وغيرها من المجالات، لا تقلق من الكبار “حقًّا” ولا من الصِّغار “جدًّا”!. انتبه على حالك ممّن هم في “الوسط” وممّن هم فوق الوسط بقليل!.
- كل إنسان، في أي مجال، يبدأ من الصفر، أو من تحت الصفر، أي من الصغير جدًّا!. فإن كان موهوبًا، وأهلًا للتّقدّم، فإنه ينتقل مباشرةً إلى مرحلة “الصغير” مُزيحًا صفة “جدًّا” عن رتبته!.
- في هذه البداية المبكرة، لن يلفت من الأنظار أحدًا، باستثناء عدد ممّن هم في الرتبة الصغيرة جدًّا!. يحسدونه أو يتهكّمون عليه فيسمّون طوله تطاولًا!.
لكنهم أعجز من إعاقته عن مواصلة الدرب. لو لم يكن العجز أوضح صفاتهم ما كانوا صغارًا “جدًّا”!. فإن نجح أحد منهم في الردع، فليسمح لي المردوع، أو لا يسمح!، هو بحجم رادعه أو أقلّ!، لا يلوم إلا نفسه ولا يحاسب غيرها!.
- لكن الموهوب، الواثق من نفسه المُحصّن بأدواته، الطامح إلى تقدّمٍ وعُلُوٍّ، المؤمن بأحقيّته في ذلك، لن يكتفي بهذه النقلة الصغيرة، ولن يعتبرها أكثر من بداية انطلاق نحو مجد مُنتَظَر. سيتقدّم، حتمًا، خطوات، لا يعود ممكنًا معها عدم لفت الانتباه إليه!.
-هنا، وخذها مني: محظوظ إن هو لفت انتباه وأنظار الكبار “حقًّا” في مجاله. سيختصرون عليه زمنًا كثيرًا، وسيقدّمون له كل دعم ممكن وكل مؤازَرَة واجبة. هم لولا ذلك ما كانوا كبارًا “حقًّا”!.
- لكنه، وقبل أن يصل إلى تنبّه الكبار “حقًّا”، سيلفت أنظار من هم في “الوسط” أو فوق الوسط بقليل، وفي الغالب، سوف يتسبّبون له بعوائق ويصنعون عراقيل ويقيمون حواجز!. لأسباب هي خليط من “الدّاروينيّة” و”الميكافيليّة”: حب البقاء، وحفظ المكانة!.
-حاذر ممّن استقرّوا في “الوسط”!. عدد كبير منهم لم يكن يحلم بالوصول إلى ما وصل إليه!. هذا العدد كبير بمعنى الكلمة!. وهؤلاء يعرفون أنّ تقدّمك يهدّد وجودهم!. فهم غير قادرين على الارتفاع أكثر، وإلا لما كانوا في “الوسط”!. وظهورك بهذه الموهبة، وبالجدّيّة اللازمة، يعني مزاحمتهم في مكانتهم، وتهديدهم في مكانهم!.
- هم يعرفون بعضهم بعضًا، ويطمئنون لهذه المعرفة، لكنك قادم وبقوّة!. ربما لن تكتفي بأن تكون منهم حتى!. قُدراتك وطموحك وإيمانك بنفسك قد تذهب بك إلى ما هو أبعد، إلى أن تكون من الكبار “حقًّا” في مجالك، وكلّما زاد عدد الكبار “حقًّا” نَقُص من قيمة أهل الوسط شيء لا محالة!.
- فإن صرت من أهل الوسط، واستقرّت بك الحال هناك زمنًا، فحاذر من نفسك!. في الغالب ستكون عائقًا لتقدّم أحد ما، في لحظةٍ ما، في موقفٍ ما!.
- إن لم تتقدّم أكثر، فعلى الأقل، حاول أن تكون من القلّة القليلة جدًّا، المستقرّة في “الوسط”، المحتفظة بأخلاق النبلاء، ولأنّ هذه مهمّة شاقّة، لدرجة أن التّقدّم أسهل منها: تقدّم!. الكبار “حقًّا” يُسعدهم وصولك، وهم لذلك وبذلك كبار “حقًّا”!.