|


عدنان جستنية
العيال «كبرت» يا هلال
2020-12-22
لم يكن الهلال لوحده من واجه مع بداية هذا الموسم الحقيقة الصادمة “العيال كبرت” إنما فرق أخرى من الأندية الكبيرة كان لها نصيب من هذه الحقيقة وصدمتها العنيفة، حيث شاهدنا في الجولات السابقة لدوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين وفي بطولة الكأس تحطيم المقولة الشهيرة “الأندية الكبار” تحطيمًا أدهش الجميع.
ـ هزيمة نادٍ كبير كنادي الهلال خلال فترة وجيزة لم تتعدَ 5 أيام من فريقي الوحدة والفتح أرمت بظلالها على المشهد الرياضي “الساخن” للدوري والكأس، وفي نفس الوقت أضفت حلاوة وجمال لهاتين البطولتين، ليبقى هناك “أمل يضوي” ببروز بطل جديد في بطولة الكأس وإمكانية “إسقاط” الزعيم من برجه العالي كمتصدر للدوري، فلم يعد أمرًا “صعبًا” على أندية بدأت “تشوف نفسها” لبلوغ أهدافها ولديها نفس الطموح، بعدما “تلاشت” الفروقات المادية والفنية، وأصبحت مصادر الدخل “متساوية” بينها وبين الأندية الكبيرة.
ـ رب قائل سيقول حالة الهلال “استثنائية” لظروف كان يمر بها من إصابات وإرهاق بدني وذهني، وعندما تعود له عافيته ستبقى الفروقات بينه وبين كافة الأندية قائمة، وبالتالي بطولة الدوري لن تذهب لغيره، ولن يسمح للأندية الكبيرة أو “يلي كبرت” اللحاق به.
ـ وجهة نظر تحترم إلا أنني أرى أن الهلال بصرف النظر عن الظروف التي كان يمر بها، فإن هزيمته مرة ثالثة ورابعة وأكثر قد تحدث، بحكم أن فارق المستوى بينه وبين بقية الأندية “تقلص” كثيرًا، وهذا الشيء واضح بعدما أصبح اللاعب الأجنبي له وجوده وحضوره القوي عقب “تعاقدات” متميزة البعض منها يتفوق على أندية الكبار.
ـ ومن منطلق أن معايير أندية الكبار تغيرت كثيرًا عقب السماح بالتعاقد “7” لاعبين أجانب و”مغريات” مادية تتحقق لكل نادٍ إذا لبى شروط الحوكمة ودعم سنوي بالملايين تقدمه وزارة الرياضة، فإن محصلة هذا التغير سنراه واقعًا ملموسًا هذا الموسم عبر متغيرات تجاه أسماء أندية سيكون لها شأن بالدوري بما يجعلها قريبة من المنافسة عليه وعلى المراكز الثلاثة لتشارك في البطولة القارية، فهذا نادي العين الذي أقصى الأهلي من بطولة الكأس والقادسية هو الآخر قضى على الشباب في نفس البطولة، والنصر وما واجهه من تحديات ساهمت في تردي نتائجه وسوء مراكز رمت به في مؤخرة الدوري، بينما الاتحاد ما زال يبحث عن هويته وهيبته المفقودتين.
ـ كل هذه الحقائق ما هي إلا “مؤشرات” لدوري مختلف، والأهم أن فرق أندية الوسط والصغيرة حتمًا “قادمون” لا محالة وستختفي تدريجيًّا مقولة أندية “الكبار”.