|


طلال الحمود
بريجوفيتش العجيب
2020-12-27
عاش أنصار كرة القدم السعودية ليلة استثنائية شهدت أحداث الكلاسيكو الحماسية والتعادل المثير بين الهلال والاتحاد، وللمرة الأولى لم يشعر المتابع بتأثير غياب الحضور الجماهيري عن المدرجات التي اعتادت على استقبال المشجعين بطاقتها الاستيعابية أثناء الكلاسيكو، ما منح الملايين وراء الشاشات متعة توازي الحضور في الملعب.
وعادة ما يسفر الكلاسيكو عن ضحايا من اللاعبين والمدربين، والتاريخ يزخر بأخطاء قادت إلى إنهاء مسيرة بعض النجوم من أمثال خالد عزيز والتونسي أحمد العكايشي وغيرهما، ويبدو أن الدور جاء على الصربي أليكساندر بريجوفيتش مهاجم الاتحاد الذي سبقته هالة إعلامية كبيرة قبل وصوله إلى جدة، لدرجة أن البعض كان يظن اللاعب القادم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش وربما شمشون الجبار، خاصة أن بريجوفيتش ظهر بصورة توحي بأنه لا يجيد في حياته شيئًا سوى إحراز الأهداف في كل مكان وزمان حتى في استراحة ما بين الشوطين!
وفي الموسم السابق وصلت إدارة نادي الاتحاد إلى قناعة بأن هذا اللاعب لا يصلح حتى لجمع الكرات خارج الميدان، قبل أن تحاول تسويقه أو إعارته للحد من حجم الخسارة المالية التي ألحقها عقد الشمشون بموازنة النادي، ولم تنجح مجهودات الرئيس أنمار الحائلي في إقناع أي نادٍ في العالم بقبول هذا اللاعب، ومع حلول جائحة كورونا خرج بريجوفيتش إلى شوارع بلغراد ربما للبحث عن نادٍ يمكنه ممارسة كرة القدم فيه، غير أن حظه العاثر أوقعه في كمين الشرطة الصربية التي وضعته تحت الإقامة الجبرية لثلاثة أشهر بسبب خرقه لحظر التجول في العاصمة الصربية.
وأخيرًا عاد بريجوفيتش إلى جدة قبل بدء الموسم، ومع أنه كان يتوقع استقبالًا من جماهير الاتحاد ربما يصل إلى رميه بالبيض الفاسد والطماطم العنقودية، إلا أن مخاوفه زالت بمجرد وصوله إلى المطار، حين استقبلته الجماهير بعاصفة ترحيب في وسائل التواصل الاجتماعي، ليس حبًا فيه على الأغلب ولكن خوفًا من عودة بوني أو التعاقد مع مهاجم معتزل آخر، خاصة أن إدارة النادي تتحدث عن التعاقدات في كل المراكز باستثناء التفكير في جلب مهاجم مؤثر بمواصفات حمد الله أو السومة أو جوميز!
كان بإمكان الاتحاد العودة من الرياض بثلاث نقاط ثمينة من عرين الهلال، إلا أن غياب المهاجم الحقيقي حال بين الفريق وقوة الفريق بدرجة كلفته التعادل أمام حامل اللقب، الذي لا يبدو أنه يعيش أفضل أيامه خلال الأسابيع الأخيرة على الأقل.