|


منصور ناصر الصويان
التهيئة النفسية
2020-12-28
عندما يخسر فريق ما فإننا غالبًا ما نسمع تبريرًا للمسؤولين عن الفريق أو من المحللين والنقاد حول تلك الخسارة بأن سببها عدم التهيئة النفسية أو “الجاهزية النفسية أو العوامل النفسية”، وهي واحدة من أكثر المبررات استخدامًا للتخفيف من وطأة الخسارة وامتصاص ردة الفعل المعاكسة.
هذا يبدو شيئًا منطقيًا للوهلة الأولى، ولكن في الغالب نجد أن المدربين لا يتحدثون عن التهيئة النفسية كثيرًا، لأنهم على يقين بأنها تمس صميم عملهم، فهم يشاركون بنسبة كبيرة في إعدإد اللاعب نفسيًا، وبالذات في الفرق التي لا تمتلك مختصًا في علم النفس الرياضي. وطالما أن الجاهزية النفسية بهذه الأهمية التي تجعلها السبب الأول للخسارة، فلماذا لا يتم العمل عليها وتلافي الوقوع ضحيةً لها؟ في وجهة نظري المتواضعة أن هناك ثلاثة أسباب رئيسة لعدم الاهتمام بهذا الجانب الهام من مسيري الأندية السعودية وتحديدًا المحترفة منها، الأول: لا زال هناك الكثير من القصور في الوعي بالأهمية الحقيقية للتهيئة النفسية والدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه العوامل النفسية “الدافعية، الثقة، القلق، الاستثارة، الضغوط، الاستعداد،.. إلخ” في حسم الفوز أو الخسارة. أما السبب الثاني: فهو أن التهيئة النفسية ليست وليدة اللحظة أو في ليلة المباراة وبالذات المباريات الهامة فقط، لا بل الأمر يتعدى ذلك، فالإعداد النفسي جزء لا يتجزأ من الإعداد الشامل للاعب أوالرياضي ويجب أن يبدأ منذ أول جرعة تدريب في الموسم وحتى آخر دقيقة فيه، كما أن الجاهزية النفسية للاعب تُعد إحدى مكونات الحالة التدريبية العامة للاعب ولا يمكن فصلها عن الحالات الأخرى كالحالة البدنية، الخططية، الفسيولوجية... إلخ. السبب الأخير والمهم: هو أن بعض الأندية المحلية مرت بتجارب غير جيدة مع من يُسمون أنفسهم أخصائيي علم نفس الرياضة، وهم لا علاقة لهم بذلك وإنما هم من مدربي تطوير الذات أو تطويرالمهارات الحياتية وغيرها، وليس لديهم الخلفية الرياضية أوالأساس العلمي والأكاديمي لخوض تجربة التعامل مع لاعبين يخوضون غمار التدريب والمنافسة. هذه التجارب المنقوصة شكلت في أذهان المسؤولين عن الأندية الانطباع السلبي حول أخصائي علم النفس الرياضي. الكثير من الدراسات والتجارب أكدت على أهمية الجوانب النفسية للرياضيين “اللاعبين” في التدريب والمنافسة، وعلى فاعلية التدريب العقلي والمهارات النفسية المختلفة ودورها المؤثر والمميز في عملية التعلم وتطوير المهارات وتحسين مستوى الأداء.
باختصار يجب استخدام علم النفس الرياضي Sports Psychology كوسيلة تدريب علمية للاعبين من أجل تعزيز الأداء وتمكين المختصين في هذا الجانب للعمل في المنتخبات والأندية، وأن تكون هناك ورش عمل وندوات للتوعية بأهمية هذا الجانب.