|


فهد عافت
متناثرات!
2021-01-07
- يقولون: الصّيد يُعلّم الصّبر. ينقلون حكمة الصّيّاد. لا أحد ينقل حكمة الفرائس والطرائد!. لا أحد يقدر!، لأنها لا تقول شيئًا: المصيود منها صامت يقول في نفسه: لو كانت لديّ حكمة لنجوتُ!. والناجي منها، حكمته أن لا يقترب ليهمس لإنسان بشيء!.
- لماذا الفن؟! لأنّه لا مفرّ من الموت!.
قد يبدو جوابًا منفلتًا، ولا رابط يجمع ما بين السؤال والجواب. لكنني لم أخلُص لغير هذا جوابًا!.
لو أمكن للإنسان، بجميع ما احتال وسيحتال، تفادي الموت، لصار كل عملٍ له غير ذلك مضيعة للوقت، وأي مضيعة: مهلكة!.
غير أنّ الإنسان آمن باستسلام تام، لحقيقة الموت. عند هذه اللحظة، أخذتِ الحياة شكلين نهائيين: شكل اللهو حيث العبثيّة واللا معنى!، وشكل الرغبة الإنسانية في جعل هذه الحياة أقل عبثيّةً وذات معنى!. فكان الفن وكان الأدب!.
- قال: احترتُ في فهم الآية الكريمة: “عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ”.
قلت: أين تكوّنَتْ وتشكّلَتْ عيون الإنسان؟! تشكَّلَت في ظُلْمَة الرَّحِم. أي قبل أن ترى هذه العيون الشمس وقبل أن تتعرّف على الضّوء. تُرى مَن علّمها، وعرّفها، بطبيعة الضوء حتى هيّأتْ نفسها بكل هذه التفاصيل الدقيقة والماهرة لاستقباله بكل هذه الملاءمة والتناسب دون أن تتضرّر منه؟!.
قال: هذه من عندك؟!.
قلت: لا، قرأتها في كتاب!.
قال: “والله انّ القِرايَة تعلّم”!.
- لا تمدّ رجليك على “قدّ” لحافك!. هذه نصيحة قِناع لا قَنَاعة!. انهض، واصنع لك لحافًا على “قَدّ” رجليك!. وإن حصلت على أكثر، ساعد إنسانًا آخر، وأعطه ممّا زاد عندك، لكن ليس قبل أن ينهض هو الآخر!.
- ماذا لو أنّ الذي ظلّ على الدوام يحسب أنّ أحلامه بعيدة، فكّر مرّةً واحدةً بأنه هو البعيد؟!.
- أدِرْ ظَهْرَك. هذه تحيّة أيضًا!.
- وجدنا لكورونا لقاحات مناسبة تقضي عليها بإذن الله. المطلوب الآن لقاح يقضي على إعلانات “توصيل السعادة الزوجية إلى المنزل” المنتشرة في “تويتر”، والملتصقة بكل “المنشنات”!.
- خفّة الظّل موهبة. حكى أنيس منصور أكثر من مرّة عن ظرفاء مصر، كان هو نفسه من بين مجموعة تضم كامل الشنّاوي والشيخ الشعراوي وآخرين، تصنع “النُّكات” كما يُصنع الخبز!. يبتكر أحدهم “النُّكتة” فتنتشر بين الناس، وكان دليل نجاح أحدهم أنْ تعود إليه “نُكْتَته” بأسرع وقت ممكن!. يسمعها في الشارع أو المقهى أو المكتب، على لسان من لا يدري أنه يُسمعها لمبتكرها!.
كنت أظن حالي طريفًا، وصاحب قفشات، وأعجبتني اللعبة. منذ أكثر من عشرين سنة ابتكرتُ ثلاث نُكات ونثرتها في الدروب، على أمل أن ترجع لي فيما بعد فأسمعها من أحدهم. وليومك هذا وأنا أنتظر!.