بلغت ثروة الأمريكي إيلون ماسك 188.5 مليار دولار، ليصبح أغنى رجل في العالم، وبرقم يزيد عن ميزانيات سنوية لدول عدة مجتمعة. ثروة رجل واحد تعادل ميزانيات دول؟!
جاءت معظم ثروة ماسك عبر استثماره في السيارات الكهربائية، من كان يظن أن هناك مجالًا للاستثمار في السيارات مع وجود تويوتا وفولكس واجن ومرسيدس؟ كان الاستثمار جنونًا ضد هؤلاء العمالقة، إلا إذا كانت الفكرة عبقرية وشجاعة. ما فعله ماسك يسمَّى في سباقات الخيول بالقادم من الخلف، لكن هذه المرة على متن ماكينة كهربائية، ولا تعمل بالوقود الذي تتسابق دول العالم للتحول منه.
ما الذي سيفعله رجل واحد بكل هذه الأموال؟ سمعت بيل جيل جيتس يقول إن اللذة في المليار الأول، كل ما بعد ذلك لن تشعر فيه ما عدا مشاهدة ارتفاع الأرقام.
قبل أسبوع كنت أجلس مع رجل ستيني، كان يرافق أحد التجار، بعد أن تعارفنا جيدًا وبعد أن فتحنا بعض الصفحات الصريحة، قال ناصحًا: عليك أن تتصرف بالمال بحكمة، أن تعرف جيدًا أين تضع القرش الأبيض، ثم التفت نحوي وقال بلهجته الشامية: “بتعرف يا أحمد أنا للآن أحتفظ بكل مشترياتي من عام 1985”! فأجبته بما معناه، وبعد أن حاولت أن أخفي دهشتي، أنه إنسان منظم في عمله التجاري، وهذا شرط من شروط الإدارة الناجحة، فقال وهو يصوب عينيه نحوي عيني: “لك لا.. ليس في معاملاتي التجارية فقط، بل وفي مشترياتي للبيت”. وأضاف وهو ينظر إلى شيء في سقف الغرفة: “هل تصدق بأنني أعرف كم المبلغ الذي دفعته على الكزبرة منذ عام 1985 لغاية يومنا هذا؟”، وتابع: “جميع مشترياتي موجودة على الكمبيوتر، البندورة، اللحمة، الفاصولياء، الشامبو، فواتير الكهرباء”، ثم قال وهو ينظر نحو الكرسي المقابل: “عند نهاية كل عام أجمع المبالغ، وأبحث عن السلع التي يتوجب التخفيف منها لكي تكون مصاريف السنة القادمة أقل من التي سبقتها”!.
قلت له بكل صراحة إنني لم ألتقِ يومًا رجلًا يتعامل مع الأرقام بكل هذه العناية، وصارحته بأن ما قاله سيكون محتوى لمقال مقبل. قد يبدو هذا الرجل عجيبًا، لكنني خرجت معجبًا به لأسباب عدة، ليس منها الدقة في حسابات الطماطم والفاصولياء تحديدًا، لكنني أعجبت به لأنه بذلك لم يستدن يومًا في حياته، ويساعد جميع أفراد أسرته من المحتاجين. لا أظن أن ماسك حسب يومًا مصروفاته كما حسبها صاحبنا، لكن ثروته الشخصية هي الأعلى في العالم. كل إنسان يفكر بطريقته وحجم طريدته.
جاءت معظم ثروة ماسك عبر استثماره في السيارات الكهربائية، من كان يظن أن هناك مجالًا للاستثمار في السيارات مع وجود تويوتا وفولكس واجن ومرسيدس؟ كان الاستثمار جنونًا ضد هؤلاء العمالقة، إلا إذا كانت الفكرة عبقرية وشجاعة. ما فعله ماسك يسمَّى في سباقات الخيول بالقادم من الخلف، لكن هذه المرة على متن ماكينة كهربائية، ولا تعمل بالوقود الذي تتسابق دول العالم للتحول منه.
ما الذي سيفعله رجل واحد بكل هذه الأموال؟ سمعت بيل جيل جيتس يقول إن اللذة في المليار الأول، كل ما بعد ذلك لن تشعر فيه ما عدا مشاهدة ارتفاع الأرقام.
قبل أسبوع كنت أجلس مع رجل ستيني، كان يرافق أحد التجار، بعد أن تعارفنا جيدًا وبعد أن فتحنا بعض الصفحات الصريحة، قال ناصحًا: عليك أن تتصرف بالمال بحكمة، أن تعرف جيدًا أين تضع القرش الأبيض، ثم التفت نحوي وقال بلهجته الشامية: “بتعرف يا أحمد أنا للآن أحتفظ بكل مشترياتي من عام 1985”! فأجبته بما معناه، وبعد أن حاولت أن أخفي دهشتي، أنه إنسان منظم في عمله التجاري، وهذا شرط من شروط الإدارة الناجحة، فقال وهو يصوب عينيه نحوي عيني: “لك لا.. ليس في معاملاتي التجارية فقط، بل وفي مشترياتي للبيت”. وأضاف وهو ينظر إلى شيء في سقف الغرفة: “هل تصدق بأنني أعرف كم المبلغ الذي دفعته على الكزبرة منذ عام 1985 لغاية يومنا هذا؟”، وتابع: “جميع مشترياتي موجودة على الكمبيوتر، البندورة، اللحمة، الفاصولياء، الشامبو، فواتير الكهرباء”، ثم قال وهو ينظر نحو الكرسي المقابل: “عند نهاية كل عام أجمع المبالغ، وأبحث عن السلع التي يتوجب التخفيف منها لكي تكون مصاريف السنة القادمة أقل من التي سبقتها”!.
قلت له بكل صراحة إنني لم ألتقِ يومًا رجلًا يتعامل مع الأرقام بكل هذه العناية، وصارحته بأن ما قاله سيكون محتوى لمقال مقبل. قد يبدو هذا الرجل عجيبًا، لكنني خرجت معجبًا به لأسباب عدة، ليس منها الدقة في حسابات الطماطم والفاصولياء تحديدًا، لكنني أعجبت به لأنه بذلك لم يستدن يومًا في حياته، ويساعد جميع أفراد أسرته من المحتاجين. لا أظن أن ماسك حسب يومًا مصروفاته كما حسبها صاحبنا، لكن ثروته الشخصية هي الأعلى في العالم. كل إنسان يفكر بطريقته وحجم طريدته.