|


أحمد الحامد⁩
تغريدات
2021-01-19
اليوم موعد تغريدات تويتر، و”التايم لاين” لحسابي هذا الأسبوع امتلأ بالتغريدات التي نشر أصحابها صورة المذيع الكبير فهد الحمود رحمه الله، وكتبوا عنه بحزن وألم، كان رحيله المفاجئ صدمة لمحبيه وللمشاهدين الذين فقدوا وجهاً بشوشاً رافقهم سنوات طويلة من حياتهم.
التقيت بالأستاذ فهد رحمه الله في لندن 1996 عندما جاء مذيعاً زائراً على شاشة mbc، كان متواضعاً وخلوقاً لدرجة لافتة، وجوده في المكان يشبه النسمة المنعشة، أما أحاديثه فكانت أحاديث المثقف الممتع، مازلت أتذكر وجبة العشاء التي جمعتنا به أنا وسعود الدوسري رحمه الله، بالأمس تواصلت مع الأستاذ جابر القرني الذي نقل لي ما شاهده من حضور غفير أثناء توديع المحبين لفهد إلى مثواه الأخير، قال جابر إن هذه الجموع نتاج الأخلاق الرفيعة لفهد الحمود، تغريدة للدكتور عبدالله الحمود ودّع فيها فهد: “وداعاً.. يا خيرَ من عرفت عَضُداً.. يا كلَّ ما قيل من عضُدِ.. وداعاً.. يا جُلّ نُبلِ الورى.. وفيضَ التقى.. وملَّ ما قيلَ في أخٍ.. وأيُّ أخِ”، تغريدة لفيصل العبدالكريم كتبها ممتعضاً من الذين ينصحون بالابتعاد عن كل شخص فيه صفة غير حسنة، أعجبتني تغريدة فيصل لأننا إذا ابتعدنا عن كل إنسان فيه صفة غير جيدة فلن يبقى لنا أحد، كما أننا سنبتعد عن أنفسنا كذلك لأننا لسنا كاملين: “ألاحظ تغريدات على شكل نصائح اهرب من صاحب الصفة الفلانية، أو اقطع علاقتك بالذي يحمل الصفة العلانية، إن كان ذلك سيحدث فأول من سنقطع علاقتنا به كتّاب تلك التغريدات، لأنه لا يوجد إنسان منا بلا سلبيات، ولا يوجد إنسان إيجابي دائماً أو مثالي.. ما هذه النرجسية العالية؟” لكل الذين يعتقدون بإمكانية وجود المدينة الفاضلة في يوم ما، إليكم هذه التغريدة التي كتبها محمد الموسى لباحث في تاريخ الحضارات: “يجب أن تكون قويًّا.. لا يوجد في التاريخ عصر كله لطف، ولا يوجد مجتمع كله لطفاء، هناك المعاناة والحرب والفقر والفقد، وهناك الوقح والظالم والقاسي والمعتوه، سيصيبك منها شيء، وسيقابلك منهم أحد، لن تنجو إذا ضعفت، إذا ضعف إيمانك، علمك، جهدك، وصبرك”. نوفل الجنابي غرد بقصة قصيرة عن تعلق بعضهم بحيواناتهم الأليفة، وكيف يحعلون أسلوب حياتهم مناسبًا لشركائهم: “في السبعينيات، تفاجأ موظف الثقافة والإعلام “العراق” برفض الفنان العظيم يوسف عمر السفر من أجل حفل في اليابان، همس أحدهم بأذن الموظف بأن حل المشكلة لدى صديقه كامل. بعد المفاوضات قدم كامل تعهداً ليوسف عمر بإطعام طيوره فترة غيابه، بعدما سمع التعهد تنحنح ثم قال للموظف: توكلنا على الله”..