|


فهد عافت
اسأل روحك.. اسأل قلبك!
2021-01-30
-هل يمكن لأحدنا أن يكره الجَمَال؟! الإجابة الحالمة: لا، طبعًا!. لكن الواقع، بكثير من التجارب التي ملأت، وتملأ، كرشه، يقول: نعم، بالتأكيد!.
-كم واحد عشق فتاةً غاية في الجمال، وصدّته، أو لم تنتبه إليه ولم تمنح مشاعره اهتمامًا “وهذا ألعن من الصّدّ!”؟!.
كثيرًا ما حدثت، وستظل تحدث، مثل هذه الحكاية للناس، خاصّةً في فورة الشّباب وأيام الصِّبا الأولى!.
طيّب!، ومن بين هؤلاء، كم واحد كَرِهَ أوّل ما كَرِه جَمَال وحُسن محبوبته؟!.
وقت مستقطَع لكُثيِّر عَزّة:
“ألا ليـتنـا يـا عـزَّ كـنّا لذي غِنًى..
بعيرَينِ نرْعى في الخلاءِ ونَعْزُبُ!
نكونُ بعيرَي ذي غِنًى فيُضيعُنا..
فـلا هـوَ يـرعـانـا ولا نحـنُ نُطلبُ!
كـلانـا بـه عُـرٌّ فـمـن يـرَنـا يَقُلْ:..
على حُسنها جرْباءُ تُعْدي وأجرَبُ!
إذا ما وردْنا منهلاً صاحَ أهـلُـه..
عـلينا فـما ننفكُّ نُـرْمـى ونُضـرَبُ!”.
- ليس الجمال فقط. لكن الغِنَى والصِّيت العائلي والمكانة!. آلاف مؤلّفة من البشر عاشوا تجارب حب أعاقتها مثل هذه الفوارق!.
- والأكيد أنّ عددًا كبيرًا منهم، بالذّات الأكثر شغفًا وصدقًا، تمنّوا أن يكونوا على نفس القدر من الثروة والجاه والمكانة، ولمّا كانت أمانيّهم بعيدة وشبه مستحيلة، كره كل واحد منهم كل هذه الأمور بالنسبة لمحبوبه، وتمنّى لو كان المحبوب فقيرًا أو أقل مكانةً لتزول العوائق بينهما!.
وقت مستقطَع لجوزيف صقر، بجنون زياد رحباني:
“الحاله تعبانه يا ليلى... خطبه ما فيش!
إنتي غنيّه يا ليلى.. ونِحْنا دراويش!
إنتي في وادي.. ونِحْنَا في وادي...
كل لحظه تبعّدنا زياده...
أرض الـ.. عِنَّا بَلا سجّاده...
وانتي معوّده.. تمشي ع.. الرِّيش”!.
- ندخل في “الغويط”!.
الحُسن والجَمَال عناصر قوّة وعُلُوّ مثل الثروة والجاه والمَنْزِلَة!. يُمكن لها أن تُكْرَه في لحظة ما، لأسباب خاصّة!.
وكذلك الأخلاق الحَسَنة والعِفّة والسّموّ!.
هي لا تُكره بذاتها، لكنها قد تُكْرَه، وبحقد مُستعِر، حين تلتصق بشخص، نريد الوصول إليه، والتقرب منه، ولا يمنعنا من ذلك غير حُسن خُلُقه وطهارة قلبه وعفّة لسانه وتساميه عن الصّغائر!.
- فالصّدّ من قِبَل إنسان يتمتّع بهذه الصفات، يكشف عن اتّهام فاضح الاستهزاء بنا!. وكلّما كنّا على ثقة وإيمان بأنّ جمْع هذه الصِّفات الخيِّرة فيه، طبع لا تطبّع، وحقيقة لا زُور فيها ولا مُخاتلة، حكمنا على أنفسنا بثبوت التّهمة أكثر وأكثر!.
- قليل منّا يجتهد ويعمل على تطوير وتطهير وتغيير ما به من عيوب وخلل!. وقليل من هذا القليل ينجح ويتغيّر إلى الأحسن فعلًا!. ولأنّ المسألة صعبة وشاقّة، فإنّ كثيرًا من الناس يلجأ إلى حلول أُخرى سهلة، ولا تُكلّف كثيرًا!. حلول هروب وتَعْمِيَة!.
- فليس أسهل من كُرْه هذا الآخر، بمساعدة خيال مريض، يصوّر للمرء أنّ الآخر متكبِّر، متعجرف، وزائف!. يتم تخيّل ذلك، وتصديقه، لرفض التّهمة، وللهروب من مواجهة الذّات بقصورها أو بتشوّهاتها!. الأمر الذي يزيد أصحابه عجزًا وفسادًا!.
- المُكابَرة أكثر بشاعة وضررًا، حتى من التكبّر!.
- يُمكِن للمُتكبِّر أن يُردَع مرّة أو مرّتين، من قِبَل الآخرين أو من الأيام والزّمن!، فيتفطّن ويهجر الكِبْر!. في حين أنّه ما مِنْ مُساعِد للمُكابِر سوى نفسه!. كثير ممّن يتّصفون بالرّعونة والحمق، كان يمكن لهم النجاة، فيما لو عوّدوا أنفسهم، ودرّبوها، على مراجعة الذات ومواجهتها!.
- “قفلة”:..
وتغنّي أم كلثوم:
“اسأل روحك.. اسأل قلبك..
قبل ده كلّه اتغيّروا.. ليه؟!
أنا غيّرني.. عذابي في حبك..
لكن إنتَ: غيّرك ايه؟!”.