|


سعد المهدي
للنصر البطل الكأس والناموس
2021-02-01
بحسابات المنطق هزم النصر غريمه الهلال وتوج بطلاً لكأس السوبر، فلم يكن من المعقول أن يتقبل هزيمة رابعة على التوالي، حدث هذا مع الهلال أيضًا عندما هزم النصر في نهائي كأس الملك 1989م، بعد أن خسر أمامه في نهائيين متواليين 81م/ 87م، الأندية العظيمة تستطيع دائمًا أن تمد جسرًا يحملها من ضفة الضعف والانكسار، إلى الفخر والانتصار في الضفة الأخرى، هذا هو ما يجعل بينها وبين غيرها من الأندية الأخرى، الفارق الذي يبقيها في دائرة الضوء، وضيوف على المنصة، لا غرباء أو متطفلين.
التهنئة للنصر والنصراويين واجبة فقد استحقوا ما نالوه، والهلال سيفيق من سكرة الإنجاز الذي شربه حتى الثمالة، وجمهور الناديين ستزداد مناعتهما في مواجهة الأمراض الفنية والاعتلال وصدمة ما تخبئه أقدار “الكورة” وتصاريفها، ومن لم يعد منهم مؤمنًا أن كرة القدم لعبة تنافس، لا يمكن أن تملكه، إنما يمكن أن تتعايش معه، لن يصل إلى ذروة نشوة الانتصار ويتلذذ بطعمه، بل سيظل في قلق وخوف دائمين من الخسارة، وأسيرًا للتخرصات، وفي دوامة المتكلمين وحطب نارهم، ومصدر تكسبهم في الصوالين والإعلام.
هزيمة الهلال لم تكن صعبة، فقد خسر هذا الموسم، أمام الفتح في مسابقة كأس الملك ومن الوحدة في الدوري، ولم يوجد بعد في العالم النادي الذي لا يخسر، ولعل هذا الموسم هو أسوأ مواسم الأندية الكبيرة، ويمكن مراجعة نتائج ليفربول والبايرن والريال وبرشلونة، وخروجهم على يد أندية صغيرة، أو بنتائج ثقيلة، لكن بعض الإعلام والجمهور كان يريد أن يسلم الأمر للهلال بادعاء أنه لا يخسر، ليس لأنه الأفضل فهذا صحيح، لكن لرفع اللوم والحرج عن أنديتهم، إلى أن يتغير إما حالهم أو حال الهلال.
مكاسب النصر تتعدى الثأر من غريمه، والحصول على بطولة، بل إلى ما هو أهم، وهو زرع الثقة في نفوس جيله الجديد، والطمأنينة في جمهوره، النصر كاد يخسر أكثر من “بطولة” إلى أن يسقط في دائرة الشك، ويفسد مشروع المستقبل، ويظل أسير بعض أجانبه، لكنه سار في اتجاه ما يمليه عليه تاريخه ومكانته وإمكاناته، كسب البطولة وثأر لنفسه وأعطى لجيل كامل راية التنافس، وتحرر من قيد الابتزاز الأجنبي، وبث رسالة الاطمئنان لجمهوره، وأهداهم الكأس والناموس، في ليلة ستبقى في الذاكرة.