|


بدر السعيد
وقّع «تيكسيرا».. رفض «تيكسيرا»
2021-02-06
من الأهمية بمكان أن أشير إلى أنني وحتى لحظة كتابة هذه المقالة لم أقرأ أو أسمع أي إعلان رسمي بشأن توقيع الإدارة الهلالية مع البرازيلي “أليكس تيكسيرا”، فكل ما يثار حتى اللحظة تكرار لمواويل بعضها يؤكد وبعضها الآخر ينفي في أسطوانة متكررة كانت ولا تزال تتردد منذ أشهر الصيف الماضي..
قضيتي ليست في القيمة الفنية التي سيضيفها “تيكسيرا” لملاعبنا، ولا في المقابل المادي الذي يطلبه اللاعب أو الذي تعرضه الإدارة الهلالية، فتلك أمور لا تعنيني كمتابع بقدر ما يعنيني الجو العام الذي تصنعه ذات القصص المشابهة لقصة “تيسكيرا”، والأثر المصاحب لمثل تلك السيناريوهات المملة في شكلها ومضمونها، والملل يتضاعف في تناسب طردي مع الوقت وكثرة الأقاويل..
أتابع فصول حكاية الهلاليين مع ذلك البرازيلي وتثيرني “سلبياً” كل تلك التداعيات و ردود الأفعال التي تحيط بها على الجانبين الإعلامي والجماهيري، فيتلبسني العجب لما أقرؤه وأسمعه من تمسك مبالغ فيه باسم محدد وربط الآمال والطموحات بذلك الاسم أياً كان صاحبه..
مع “تيكسيرا” يتضح أننا كوسط رياضي لا نزال أسرى لعواطفنا لدرجة تضيق معها زوايا النظر والتفكير في اختزال غريب لسوق الانتقالات بكل ما فيه من خيارات وفرص.. لا أقصد “تيكسيرا” كحالة بل كمفهوم سلبي متكرر حول ربط المستقبل بشخص أو فرصة واحدة لا غيرها..
لو كنت سأختار لمنافسي حالة من الفوضى والتشتت والانشغال السلبي لكنت تمنيت أن يكونوا بمثل الحالة التي يعيشها جمهور الهلال وإعلامه، في انقسامهم بين مصدق ومكذب وانغماسهم في البحث عن مستجدات صفقة بدأت فصولها منذ سوق الانتقالات الصيفية ولا تزال..
مع حالة “تيكسيرا” ومثلها من الحالات نحن نصنع بيئة خصبة للمتمصدرين ونقدم أنفسنا وكأننا أسرى لاسم بعينه، فنبدو في نظر الرأي العام الخارجي بشكل أقل قيمة مما نستحق ونعطي لغيرنا الفرصة في أن يتلاعب بعواطف وأعصاب الجماهير بأدوات القبول والرفض العائم..
أتابع حالة “تيكسيرا” وأتساءل: كم من “تيكسيرا” وقعت جماهيرنا في مصيدته.. وكم من “تيكسيرا” كشف لنا زيف وخداع وضعف بعض الأقلام المتمصدرة في إعلامنا الرياضي.. وكم من “تيكسيرا” أضاع وقت إدارات أنديتنا في دهاليز المفاوضات..؟!
أتمنى أن يكون درس “تيكسيرا” وكل الدروس السابقة المشابهة له فرصة لمراجعة حساباتنا وإعادة صياغة تعاطينا وسلوكياتنا المهنية في كيفية التعامل مع سوق الانتقالات بكل ما فيه من فرضيات قائمة، وأن نكون جاهزين للتعامل معها كما يجب..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..