|


طلال الحمود
السعودية والتايلاندية
2021-02-13
ظهر لاعبو ليستر سيتي الإنجليزي في مبارياتهم الأخيرة بقمصان تحمل عبارة “تايلاند تبتسم معك”، ضمن خطة ترويج تنفذها حكومة بانكوك لتنمية عائداتها من السياحة.
وقبلها قامت خطوط الطيران في البلاد نفسها بالانفتاح على البطولات الأوروبية، من خلال رعاية الأندية والمناسبات الرياضية منذ 2012 في خطوة عادت على المملكة الآسيوية بمليارات الدولارات مقابل نحو 100 مليون دولار، تم صرفها على حملات الدعاية في المجال الرياضي.
في السعودية تخطط الحكومة لتنويع مصادر الدخل من خلال جذب الاستثمارات الخارجية، اعتماداً على الفرص المتوفرة والبيئة الجديدة القادرة على لفت اهتمام ملايين البشر في العالم، غير أن عناصر الجذب لا تكفي بغياب التسويق والوصول إلى الجمهور المستهدف، وهذا ما تعانيه كثير من المشاريع الناجحة أو الواعدة، خاصة أن الاهتمام بالسوق المحلية بات لعنة تطارد مجهودات التطوير والانتقال من الاعتماد على تصدير النفط إلى الاستفادة من بقية ثروات البلاد وتسويقها في الخارج لتصبح عائداتها رافداً جديداً للاقتصاد الوطني.
أعلنت السعودية خلال السنوات الأخيرة عن مشاريع عملاقة تستهدف استقطاب الاستثمارات وملايين السياح من الخارج، إلا أن أغلب الموازنة المخصصة للدعاية يذهب نحو السوق المحلية وهذا لا يخدم الهدف من المشاريع المطروحة لجذب العالم، وليس الجمهور المحلي الذي لا تستهدفه هذه الفرص تحديداً، وربما كان غياب أسماء مشاريع عملاقة مثل “نيوم” و”ذا لاين” و”القدية” عن الأسواق المستهدفة عالمياً، يبرهن أن هناك خللاً في حملات الترويج لن يساعد في تحقيق الأهداف المرسومة لعدم وصولها إلى الجمهور المستهدف.
الانكفاء على الداخل دائمًا والاهتمام بردة الفعل القريبة كثيراً، ما ساهم في تعطيل الوصول إلى السوق المستهدفة، وربما تكون الخطوط السعودية مثالاً على غياب التخطيط في الإنفاق على الدعاية، وهذا يتضح من خلال اختيار نادٍ محلي لرعايته أو الإعلان في الصحف والقنوات السعودية، علماً أن الناقل الوطني ليس بحاجة للتعريف بشعاره في السوق التي يحتكر أغلب مسافريها، وكان من الأجدى تخصيص موازنة الرعاية الرياضية لناد عالمي أو حتى إندونيسي، لاعتبار أن ملايين المسافرين يأتون إلى الحج والعمرة من جاكرتا باستخدام خطوط الطيران الآسيوية أو الخليجية.
ينفق طيران الإمارات نحو 30 مليون يورو سنوياً لرعاية نادي ريال مدريد، ولم يختر رعاية الوصل أو العين، لأنه يستهدف العالم الذي يتابع مباريات النادي الإسباني ويتعرض لشعار “الإمارات” بصفة دائمة، بالتوازي مع خطة الشركة للاستحواذ على حصة كبيرة من سوق السفر العالمي.