|


د.تركي العواد
الهلال والنصر والبلطان
2021-02-14
أصبحت أفراح الهلاليين والنصراويين مقتصرة على خسارة الآخر، فلا أخبار جيدة من كلا المعسكرين، وهذا يخلق حالة من التوازن النفسي بين الغضب من وضع الفريق والفرح بتعثر الغريم. هي انتصارات سلبية لا تضع نقطة في الرصيد ولا تساعد في الترتيب، ولكنها تجعل المشجع ينام قرير العين.
وضع الهلال محرج بعد أن أصبح يتلقى خسائر تاريخية من أبها وضمك والقادم قد يكون أسوأ، لا يهم ما دام النصر يتدهور ويخسر بالأربعة ويقبع في المركز السابع. بالنسبة للمشجع الأصفر الوضع مشابه، خسائر النصر متقبلة ما دام الهلال أيضًا يتعثر وأمام فرق القاع يتبعثر.
لم أشاهد جماهير الهلال تهتم بخسارة فريق آخر كما هو الحال هذا الموسم، أما جمهور النصر فعادة قديمة فهمنا اليوم أسبابها. الغريب أن الطالب أصبح مطلوبًا وبدأ جمهور الهلال يتغنى بانتصارات الآخرين. هذه الظاهرة تعكس مشكلات الهلال ووضعه الفني غير المستقر، فالأفراح الزائفة هي هروب من واقع الفريق.
علم النفس هذا العلم الجميل فسّر لنا حالة الهروب من الواقع ووضع لها عدة أشكال، من أهمها الميكانيزمات الدفاعية، وهي أساليب تُتخذ للهروب من مواقف يرغب الفرد تجنبها أو لا يستطيع مواجهتها. عندما يشعر الشخص بالتهديد والتوتر أو الضغط يضطر لاستخدام الحيل الدفاعية حتى يقلل الشعور بالتهديد أو التوتر، ومن ميكانيزمات الدفاع: الإبدال، بدلًا من مواجهة مشاعر الحزن والفشل يتجاوز هذه المشاعر لموضوع آخر يجلب الفرح والسرور.
في المقابل، يخرج لنا نادي الشباب بعيدًا عن العقد النفسية وبشخصيته القوية وكأنه لم يغب يومًا عن المشهد، استثمر ترنح الهلال وغيبوبة النصر وقفز على الصدارة بفن ومهارة. غير مستغرب أن يعكس الفريق شخصية الرئيس وينفض غبار السنين ليعود كما كان وربما أفضل.
سيواصل الهلال نزيف النقاط، وسيستمر النصر في ملاحقة لاعب فاوضه الهلال. عندما تنشغل الأندية بغيرها فالنتيجة واضحة. لا بطولات بعد اليوم للجارين اللدودين وقد يتحول الصراع على البطولات إلى محاولة للهروب من الأزمات.
يجب أن تعود الأمور لطبيعتها ويرجع الهلال للاهتمام بشؤونه، ويترك النصر سياسة إغاظة الهلال كهدف استراتيجي يسعى لتحقيقه. الأمور تغيرت واعتلى الصدارة شباب البلطان الذي لا يفرح إلا لفوز فريقه.