|


سعد المهدي
رازفان رحيل مدرب أم انتهاء مرحلة؟
2021-02-15
أسهل قرار يمكن أن تتخذه، التخلص ممن تظن أنه سبب للأداء المتراجع، والأصعب أن تكبر الصورة لتتمكن من معرفة السبب، أو الأسباب الحقيقية لسوء الأداء او اختلاله، على مستوى العمل في الأندية، تحكم القرارات المفصلية عوامل خارجية منها الجمهور والإعلام، وهما يتقدمان على جهة إصدار القرار من الداخل، هذا يعني اتخاذ قرار تنقصه الحيثيات الكافية، وعلى أنها تعزز علاقة الأطراف الثلاثة “الإدارة والجمهور والإعلام”، لكنها لا تخدم استراتيجية العمل، ولا تغير الواقع.
جائزة أفضل مدرب في شهر نوفمبر الماضي للدوري السعودي، ذهبت إلى الروماني رازفان لوشيسكو، وتقاسم جائزة أفضل مدرب لعام 2020م في رومانيا مع كوزمين أولاريو، وفقًا لأصوات المدربين ورؤساء الأندية والصحفيين، الممنوحة من صحيفة “سبورت غازيت”، وذلك عن قيادة رازفان للهلال لتحقيق ثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال آسيا، فيما نالها كوزمين لتحقيقه لقب الدوري الصيني مع نادي لغيانغسو، تلك فترة وانقضت، وأما حاليًا فقد تغيرت الأمور.
الهلال يعيش موسمًا غير جيد، فقد لقب دوري أبطال آسيا، وكأس الملك، ويتعرض في مشوار حفاظه على لقب الدوري لكثير من الصعوبات، كل ذلك وهو يحتفظ بمثلث عمله السابق الإدارة واللاعبين والمدرب، وأعراض حالته الظاهرة، خسارة السوبر وتعادلاته الستة، ثم خسائره الثلاث أمام أندية الوحدة وأبها وضمك، أما غير الظاهرة فلا يعلمها إلا ممن هم في الدائرة الضيقة للفريق، فهل تم اتخاذ قرار الاستغناء عن “رازفان” بناءً على ما رصدوه، أم للتخلص مما واجهوه من خارج هذه الدائرة؟!
لا يمكن أن أحكم على إن كانت إدارة فهد بن نافل، اتخذت هذا القرار عن قناعة تامة أم ينقصها اليقين، والأغلب أنها اعتمدت على تقليد سائد في الأندية “يمكن لك التضحية بالمدرب، لكنك لا تستطيع التضحية بثلاثين لاعبًا”، الحقيقة هذا مفهوم ملتبس، إذ إن كان المقصود أنه يجوز إبعاد المدرب وإن كان صالحًا، حتى يصحو اللاعبون أو يتغير الواقع الذي يعيشه الفريق هكذا بكبسة زر، فهو يفتقد أخلاقيات العمل، ولا يستند على رؤية إصلاحية، ولا ثبات على المبدأ.
في رحيل “رازفان” المأسوف عليه أو المبارك، هناك ما هو أهم، حيث على الإدارة الهلالية تحديد موقفها من الخلل برمته، عليها أن تتفقد كل مفاصل الحركة، وما إذا كان هذا الرحيل يعني انتهاء مرحلة استراتيجية عمل أم استمرارًا لها؟